استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، صباح اليوم، الدكتور محمد مصطفى، رئيس وزراء دولة فلسطين ووزير الخارجية، وذلك بمقر مجلس الوزراء في القاهرة. جاء اللقاء في إطار التنسيق المشترك بين الجانبين لبحث واستعراض ملامح خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، والتي سيتم عرضها على القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في 4 مارس 2025.
حضر اللقاء من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، بينما مثل الجانب الفلسطيني الدكتور وائل زقوت، وزير التخطيط والتعاون الدولي، والسفير دياب اللوح، سفير فلسطين لدى جمهورية مصر العربية.
في مستهل اللقاء، جدد رئيس الوزراء المصري التأكيد على الدعم المصري الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تنفيذ توجيهات القيادة المصرية لإعادة إعمار غزة
أوضح مدبولي أن الحكومة المصرية، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعدت خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين داخل القطاع أثناء تنفيذ مراحل إعادة الإعمار، لضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تواصل جهودها المكثفة لدعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال العمل على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، أو المساهمة في إعادة إعمار غزة وفق أحدث المعايير، لضمان تحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع.
مدبولي يبحث مع نظيره الفلسطيني خطة إعادة إعمار غزة أمام القمة العربية 2025
إشادة فلسطينية بالدور المصري في دعم الحقوق الفلسطينية
من جانبه، أعرب الدكتور محمد مصطفى، رئيس وزراء فلسطين، عن تقديره العميق للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن مصر كانت ولا تزال الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية. كما ثمن الجهود المصرية الحثيثة لإعادة إعمار قطاع غزة، معتبراً أن الخطة المصرية تعكس التزاماً صادقاً تجاه حقوق الفلسطينيين، وتساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية داخل القطاع.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني أن التعاون الوثيق بين الجانبين المصري والفلسطيني سيسهم في الإسراع بتنفيذ المشروعات التنموية داخل غزة، وإيجاد حلول عملية للأزمات المتراكمة التي يعاني منها سكان القطاع نتيجة الأوضاع الراهنة.
مدبولي يبحث مع نظيره الفلسطيني خطة إعادة إعمار غزة أمام القمة العربية 2025
مصر وفلسطين تنسقان الجهود لعرض الخطة على القمة العربية
أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء المصري، أن الاجتماع تناول آليات التنسيق بين القاهرة ورام الله لضمان الانتهاء من صياغة خطة إعادة الإعمار قبل موعد القمة العربية الطارئة، المقرر عقدها في الرابع من مارس 2025.
وأشار الحمصاني إلى أن هناك تنسيقاً مستمراً مع المؤسسات الأممية والجهات الإنسانية الدولية، بهدف حشد الدعم اللازم لخطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وضمان تدفق المساعدات الدولية إلى قطاع غزة. كما تسعى مصر إلى تعزيز مشاركة المنظمات الإقليمية والدولية في جهود إعادة الإعمار، بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة داخل القطاع على المدى الطويل.
مدبولي يبحث مع نظيره الفلسطيني خطة إعادة إعمار غزة أمام القمة العربية 2025
إعادة إعمار غزة.. محور رئيسي في القمة العربية المقبلة
تحظى قضية إعادة إعمار غزة بأهمية قصوى في أجندة القمة العربية الطارئة، حيث من المتوقع أن تشهد القمة نقاشات مكثفة حول سبل توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات التنموية في القطاع.
وتسعى مصر، من خلال خطتها الشاملة، إلى تقديم نموذج متكامل لإعادة الإعمار يشمل تطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية، ودعم القطاعات الإنتاجية في غزة، لضمان تحسين الأوضاع المعيشية للسكان.
الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي
تمتلك مصر دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة لضمان استمرار الدعم الدولي للفلسطينيين.
وقد عملت القاهرة، على مدار العقود الماضية، على تأمين المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والتوسط في العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار، كما تحرص مصر على التواصل المستمر مع الأطراف الدولية لحشد الدعم اللازم للقضية الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر لن تدخر جهداً في دعم الفلسطينيين حتى تحقيق حقوقهم المشروعة، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تواصل العمل مع مختلف الأطراف الدولية لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للفلسطينيين، مع تعزيز سبل الدعم الاقتصادي والاجتماعي داخل القطاع.
القمة العربية 2025.. محطة حاسمة لمستقبل غزة
تأتي القمة العربية الطارئة وسط تصاعد الجهود الإقليمية والدولية لإعادة إعمار غزة، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان عن حزمة من المبادرات والمشروعات التنموية لدعم القطاع.
وتتطلع مصر إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لضمان تنفيذ خطة إعادة الإعمار بكفاءة وفعالية، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والطاقة.
ومع اقتراب موعد القمة، تتواصل الاجتماعات الدبلوماسية بين القاهرة ورام الله، لضمان التوافق العربي على رؤية موحدة لدعم غزة، وإعادة بناء ما دمرته الأحداث الأخيرة.
