
كتيبة من الحرس الوطني السعودي دحرت لواء عراقياً كاملاً
كشف أمير الخفجي السابق خالد العطيشان، كواليس ليلة غزو العراق للكويت، مبينا أنه في بداية الأمر كان المسؤولون يعتقدون أنه احتلال لمراكز فقط وليس احتلالاً لدولة كاملة، وأنه علم بالخبر فجر يوم الخميس الثاني من أغسطس عام 1990 حينما وصل آنذاك أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى منفذ الخفجي.
وأضاف في حديثه لبرنامج “الليوان” أن الشيخ جابر كان هادئاً جداً ومتماسكاً رغم صعوبة الوضع وخطورة ما وصلت إليه الأمور، مشيرا إلى أن الشيخ جابر تحدث آنذاك مع الملك فهد بن عبد العزيز، وكان لديه رغبة بأن يبقى في المنفذ حتى يتواصل مع المسؤولين الكويتيين، إذ كان يعتقد أن الأمر قد يستمر ساعات فقط أو يوم مثلا، ولكن مع مرور الوقت اقتنع أن وجوده في المنفذ أمر خطر، حيث كان العراقيون آنذاك على بعد نحو كيلومتر واحد من منفذ الخفجي، فاقتنعوا بالانتقال إلى إمارة الخفجي وأصبح وضعهم آمناً.
وتابع بأن الشيخ جابر الأحمد الصباح كان معه آنذاك ولي العهد الشيخ سعد، ورئيس الحرس الوطني، لافتا إلى أن الشيخ جابر رفض تناول الطعام واكتفى فقط باللبن والتمر، وعندما انتقل إلى إمارة الخفجي أول ما سأل عنه المواطنون الكويتيون ثم العائلة وتمت طمأنته على الجميع، كما وصل حينها نحو 50 من العائلة الحاكمة.
إخلاء الخفجي من السكان وتحويلها إلى منطقة عسكرية لمدة 3 أشهر
وروى العطيشان كواليس أول مجلس وزراء كويتي بعد الغزو يُعقد في الخفجي، حيث كان يرأسه الشيخ سعد بحضور عدة وزراء من بينهم الشيخ صباح وزير الخارجية، حيث تركز الاجتماع على الأمور الأمنية وضرورة الانتباه للمندسين الذين يحاولون الدخول وسط العوائل الكويتية، والتأكد من عدم دخول عراقيين، مبينا أنه حضر هذا الاجتماع بعد أن استدعاه الشيخ سعد ثم طلب منه أن يجلس ويحضر الاجتماع.
وأبان أن توجيهات قيادة المملكة له أن يتخذ أي إجراء مناسب لاستقبال الأشقاء الكويتيين حيث إن هذه حالة حرب، فتم فتح محلات الضيافة وكذلك المدارس حيث كانت فترة إجازة، وقامت جمعية البر الخيرية بعملية الإعاشة، موضحًا أن الأمير محمد بن فهد دفع مبلغًا ماليًا كبيرًا من حسابه الخاص لتغطية نفقات اليوم الأول حتى وصل دعم المالية.
وتحدث العطيشان عن خطة إخلاء الخفجي من السكان تماما لتحويلها إلى منطقة عسكرية لمدة ثلاثة أشهر، مبينا أن قائد القيادة المتقدمة آنذاك أبلغه بأن الخفجي تعتبر منطقة عسكرية فقمنا على الفور بإخلائها وكان العدد آنذاك نحو 65 ألفا تقريبا وتم نقلهم بأوتوبيسات مجهزة وأكثرهم نزلوا في الدمام وبعضهم ذهب إلى مدن أخرى.
وقال إنه في 30 يناير 1991م، دخل لواء عراقي كامل إلى الخفجي حيث اختار صدام حسين ذلك كمناورة إعلامية ليقول إنه دخل الأراضي السعودية، وبالفعل دخل اللواء وظل في المدينة لمدة 24 ساعة، لكن جاءت التوجيهات لكتيبة كاملة من الحرس الوطني السعودي، ودخلت الكتيبة بالفعل في شجاعة كبيرة مثل السهم إلى المدينة في وقت استغرق نحو 8 ساعات مما أربك اللواء العراقي رغم أن عدده أكبر من الكتيبة حيث يتكون من عدة كتائب، وبعد ذلك جاءت طائرات الجيش ودمرت أعدادا كبيرة من الدبابات وأخرجت اللواء العراقي في غضون 24 ساعة.
وأشار إلى أن اللواء العراقي قام بزرع ألغام في المدينة وفي الحدود، وبعد ما خرجوا تم طلب فرقة هندسية وقامت بإزالة كل الألغام في المدينة والحدود واستمر ذلك لمدة شهر وكانت الأوضاع مهيأة للعودة، ولكن العراقيين قاموا بحرق كل حقول النفط في الكويت فظهرت سحب دخانية على كل مدينة الخفجي مما أخر عودة الأهالي حتى تم إطفاء الحرائق.