
أكدت الدكتورة مروة المصري، أستاذ مساعد النحت بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ توليه إمارة الرياض، أسس مفهومًا متميزًا للهوية العمرانية الوطنية السعودية.
وقد اعتمد هذا النهج على تحقيق توازن بين التراث السعودي العريق ومتطلبات الحداثة والتطور العمراني، مما أدى إلى ظهور مصطلح “العمارة السلمانية”، وهو نهج عمراني يعزز الارتباط بالهوية المحلية مع استيعاب التطورات الحديثة.
إطلاق مفهوم العمارة السلمانية كمذهب عمراني متكامل
أشارت المصري إلى أن مصطلح “العمارة السلمانية” تم إطلاقه رسميًا منذ ثماني سنوات، وهو اليوم يُعد أحد أبرز الأساليب العمرانية التي تستمد أصولها من التراث السعودي، مع الحفاظ على روح الحداثة والتطور.
وقد سعت جامعة الأمير سلطان إلى تعزيز هذا المفهوم من خلال إنشاء مركز “عمران السعودية” التابع لكلية العمارة والتصميم، بهدف تطبيق نهج العمارة السلمانية على المشاريع العمرانية الحديثة في المملكة.
الدكتورة مروة المصري، أستاذ مساعد النحت بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان
ما يميز العمارة السلمانية عن غيرها من الطرز المعمارية
أكدت المصري أن العمارة السلمانية لا تقتصر على التصاميم المعمارية أو المباني في مدينة الرياض فقط، بل إنها نهج متكامل يشمل مختلف مناطق المملكة.
ويتميز هذا النهج بالقدرة على التكيف مع الظروف البيئية والجغرافية لكل منطقة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الثقافي. كما يركز على تصميم المباني بأسلوب يحافظ على الارتباط بالماضي، مع استيعاب أحدث التقنيات في البناء والإنشاء.
تأثير العمارة السلمانية على المشهد الحضري في الرياض
أوضحت المصري أن مدينة الرياض شهدت تحولات عمرانية كبيرة خلال العقود الخمسة الماضية، حيث كانت هذه التطورات انعكاسًا لرؤية الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه إمارة المنطقة.
وتجلت هذه الرؤية في مشروعات متعددة ساهمت في تشكيل المشهد الحضري الحالي للعاصمة، وجعلت منها نموذجًا رائدًا في التحديث العمراني القائم على الحفاظ على الأصالة والهوية المحلية.
نماذج بارزة للعمارة السلمانية في المشاريع السعودية
أكدت المصري أن العديد من المشاريع في العاصمة الرياض تجسد مبادئ العمارة السلمانية، ومن أبرزها:
- منطقة قصر الحكم، التي تعكس روح التراث العمراني السعودي بأسلوب متطور.
- مركز الملك عبد العزيز التاريخي، الذي يمثل نقطة التقاء بين التاريخ والحداثة.
- حي السفارات، المصمم بأسلوب يجمع بين الاستدامة والطابع السعودي.
- مبنى وزارة الخارجية، الذي يعد نموذجًا للمزج بين العمارة التراثية والتكنولوجيا الحديثة.
- حي سدرة، وهو مشروع ضخم تطوره شركة روشن المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، يضم أكثر من 30 ألف وحدة سكنية تعتمد على مبادئ العمارة السلمانية في التصاميم الحضرية.
الاستدامة والحفاظ على الهوية في العمارة السلمانية
أشارت المصري إلى أن أحد أبرز جوانب العمارة السلمانية هو تركيزها على الاستدامة، حيث تسعى إلى تحقيق توازن بين احتياجات النمو العمراني ومتطلبات الحفاظ على الهوية الثقافية. ويشمل ذلك استخدام مواد بناء محلية، وتبني تقنيات حديثة تحقق كفاءة الطاقة، مما يجعل المباني أكثر تكيفًا مع الظروف المناخية المحلية.
دور العمارة السلمانية في تعزيز التنمية العمرانية المستدامة
تعد العمارة السلمانية جزءًا من رؤية السعودية 2030، حيث تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحقيق نمو عمراني متوازن يحترم البيئة والثقافة المحلية. وقد أصبحت هذه العمارة نموذجًا معتمدًا للعديد من المشاريع الجديدة التي تسعى إلى تعزيز جودة الحياة مع الحفاظ على الطابع العمراني الأصيل.
تأثير العمارة السلمانية على مستقبل التصميم العمراني في المملكة
أوضحت المصري أن العمارة السلمانية ليست مجرد أسلوب بناء، بل هي فلسفة عمرانية تسعى إلى تحقيق بيئة معمارية متجانسة تعكس هوية المجتمع السعودي. ومن المتوقع أن تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل المستقبل العمراني للمدن السعودية، خاصة مع تبني العديد من المشاريع الكبرى لهذا النهج في التصاميم الحديثة.
الهوية الثقافية السعودية كمحور رئيسي في العمارة السلمانية
أبرزت المصري أهمية الهوية الثقافية في العمارة السلمانية، مشيرةً إلى أن هذا النهج العمراني يركز على استلهام التصاميم من العناصر التراثية التقليدية، مثل النقوش والزخارف والأفنية الداخلية، مع تطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
ختام: العمارة السلمانية بين الأصالة والتحديث
اختتمت المصري حديثها بالتأكيد على أن العمارة السلمانية تعد نموذجًا فريدًا للمزج بين التراث والتحديث، مما يجعلها أسلوبًا معماريًا مستدامًا يعكس رؤية المملكة في الحفاظ على هويتها الثقافية، مع الانفتاح على التطورات المعمارية الحديثة. ويعتبر هذا النهج العمراني بمثابة رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق نهضة عمرانية متكاملة تتماشى مع المستقبل، دون أن تفقد ارتباطها بجذورها التاريخية العريقة.
كما أن موقع الملخص الاقتصادي يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.