
استعرض الإسباني رافائيل نادال، الفائز بـ22 بطولة كبرى، اللحظات التي أدت إلى قراره باعتزال التنس العام الماضي، وقال إنه بعد أولمبياد باريس، عاد إلى وطنه وأدرك أنه لم يعد قادرا على المنافسة على المستوى الذي يريده.
اضافة اعلان
وفي دردشة مطولة على بودكاست (آندي روديك) الأمريكي، قال نادال: “في عام 2022، كنتُ أفوز بالبطولات الكبرى، ثم تعرضتُ لإصابة، وتمزق في البطن، وفي أمريكا المفتوحة، قبل البطولة، واجهتُ مشكلة أخرى في عضلات البطن. ثم أصبحتُ أبا، فاتبعتُ نهجا مختلفا في المرحلة الأخيرة من العام”.
وأضاف: “في 2023، ضد ماكنزي ماكدونالد، شعرتُ بمشكلة قوية في عضلة القطنية. في البداية، بدا الأمر وكأنني سأتعافى من إصابة، لكنني شعرتُ أن الأمور لم تسر كما أريد. لذلك قررنا الخضوع لعملية جراحية”.
وتابع: “بعد الجراحة، تحسنت الأمور قليلا، لكنهم اكتشفوا مشكلة كبيرة في القطنية، واضطروا لإزالتها. بعد ستة أو سبعة أشهر، عدتُ إلى التدريب، لكني شعرتُ أنني لا أستطيع بذل جهد كبير؛ لاحظتُ قيودا في تلك المنطقة. منحت نفسي وقتا لأرى إن كنتُ أستطيع التعافي، لأنني شعرتُ بروح تنافسية في التنس”.
وأوضح النجم المخضرم “لهذا السبب كانت تلك الأشهر معقدة”، خاصة عندما قال لنفسه: “لنواصل المنافسة، فالأمر سينجح”.
وأشار نادال إلى أنه أدرك بعد ذلك أنه لا يستطيع المنافسة بالمستوى الذي يريده، لأسباب مختلفة.
وفي هذا الصدد، قال: بالنسبة لي، كان ذلك لأنني لم أعد أتحرك بالطريقة التي اعتدت عليها”.
وصرح الإسباني: “بعد دورة الألعاب الأولمبية، عدت إلى المنزل وقلت إن الأمر انتهى. قبل ذلك، أردت أن أمنح نفسي فرصة، لكنني قلت بعد ذلك إن الأمر لم يعد منطقيا؛ لم أشعر أنني أستطيع العودة للمنافسة بالمستوى الذي أريده. عندما شعرت بذلك، انتهى الأمر بالنسبة لي”.
وفي المحادثة الطويلة، روى نادال أيضا تجربته في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية في باريس، وهو الأمر الذي سيظل ممتنا له إلى الأبد.
وأضاف: “لا أستطيع أن أقدم الشكر بما يكفي للمنظمين، والفرنسيين، والفريق الأولمبي لمنحي هذه الفرصة. لستُ فرنسيا، ولكني منحت تلك الفرصة، لأستلم الشعلة من (زين الدين) زيدان أمام برج إيفل. الأولمبياد هي الحدث الأهم في عالمنا”.
وقال نادال: “في باريس، يصعب عليّ شرح تاريخي مع تلك المدينة، لأنني لا أعرف كيف وصلت إلى هذا الرقم؛ من الصعب تخيّل ذلك، ولكنه حدث. إن الشعور بدعم الناس في أهم مكان في مسيرتي المهنية أمرٌ أشعر بالامتنان له”.
واستطرد: “لم أكن أعلم بالأمر. تلقيت اتصالا من مسؤول التنظيم يُخبرني برغبتهم في مشاركتي في الحفل. كان من المفترض أن أستقل القارب من إسبانيا في ذلك اليوم، لكنني لم أستطع. علمتُ بالأمر قبل عشر دقائق، أو ربما خمس دقائق. كان الأمر سريا للغاية”.
وقال نادال: “لم أكن أعرف ما سيحدث، لأنهم أرادوا أن تكون مفاجأة كاملة. كنت أنتظر في منطقة صغيرة لمدة نصف ساعة قبل بدء المسيرة، وكان المطر يهطل. ثم، عندما بدأنا المسير، شرحوا لي الأمر، وأخبروني أنني سأحمل الشعلة”.
وأضاف: “كنت متوترا لأنني لم أكن أعرف كيف سيكون الأمر، ولكن عندما صعدت الدرج، اضطررت للانتظار هناك لمدة دقيقتين، وعندما أدركت أن الوقت قد حان، بدأت بالبكاء قبل ذلك بقليل. قلت لنفسي: دع الأمر يمر، هذا ليس وقت البكاء، هذا هو وقت الاستمتاع به”.
كما استعرض اللاعب المولود في ماناكور بجزر الكناريا مبارياته ضد السويسري روجر فيدرر، واعتبر أن منافسه قدم أفضل أداء له في التنس عام 2017.
وفي هذا الصدد، ذكر الإسباني أنه “عندما كان يلعب بشكل جيد، كان يتفوق عليّ؛ وعندما كنت ألعب بشكل جيد، كنت أتفوق عليه. في بداية مسيرتي، تفوقت عليه أكثر على الملاعب الترابية، أما على الملاعب الصلبة، فكان الأمر أصعب بكثير. ثم تمكنت من التغلب عليه مرتين على الملاعب الصلبة”.
وأتم: “في نهاية مسيرته، اتخذ خطوة للأمام، كان يلعب بشكل أكثر عدوانية، وبالنسبة لي كان يرتكب بعض الأخطاء في البداية ضدي، محاولا اللعب بضربة خلفية عالية الدوران، ومنحني الفرصة للذهاب بضربتي الأمامية ضد ضربته الخلفية، في نهاية مسيرته بدأ في المخاطرة أكثر، وبالنسبة لي، في عام 2017، كان أفضل مستوى في مسيرته”.