وكان ابن الرومي يعنيه حين قال:
ليس الكريمُ الذي يعطي عطيتَهُ
على الثناء وإن أغلى به الثمنا
بل الكريمُ الذي يعطي عطيتهُ
لغير شيء سوى استحسانه الحسناء
كان رجلًا لا يمنّ بعطائه،
ولا ينتظر شكرًا،
بل يمنح من قلبه حبًا للخير،
فيُنسيه العطاء فضل نفسه على الناس. عاش عمره داعمًا لكل محتاج،
مساندًا للأيتام،
مساهمًا في الجمعيات الخيرية،
متكفلًا بمشاريع البر،
دون أن يدري القريبون منه
بحجم الخير الذي كان يقدّمه.
أما صبره على المرض، فقد كان مضرب المثل..
لم يكن يشكو الألم..
ولم يكن يثقل على أحد بسؤاله،
وكأن الله رزقه يقينًا بأن الصبر خير، فجسده كان يضعف،
لكن روحه بقيت صلبة لا تهزمها المحن. أي روح كانت تحمله!؟ أي نفس كانت
تسكنه!
أي جسد هذا الذي كان يحتمل الوجع ولا يبوح!
الرحيل المُرّ.. والفقد الذي لا يُعوض*
سيفقده الحي،
وسيفقده المسجد،
وسيفقده سرير المرض الذي طالما صبر عليه،
وسيفقده الطبيب الذي عرفه ثابتًا لا يشتكي،
وسيفقده الأطفال الذين أحبهم، والنساء اللواتي وجدنه أبًا،
والفقراء الذين كان لهم عونًا، وأبواب الخير التي كان يفتحها بلا مقابل.