أخبار العالم

السعودية.. نموذج عالمي رائد في تحلية وإدارة المياه

تتصدر المملكة دول العالم كأكبر منتج للمياه المُحلّاة

تحتفي دول العالم في 22 مارس من كل عام، باليوم العالمي للمياه، للتوعية بأهمية المياه وضرورة إدارتها بشكل مستدام. ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه موارد المياه في جميع أنحاء العالم، وتشجيع الحكومات والمنظمات والأفراد على اتخاذ إجراءات للحفاظ على المياه وحمايتها.

وضعت المملكة استراتيجية وطنية للمياه لضمان الوصول المستمر للمياه المؤمنة

وحققت المملكة تقدماً كبيراً في إدارة مواردها المائية، وتسعى جاهدة لضمان الأمن المائي المستدام للأجيال القادمة، حيث تصدرت دول العالم كأكبر منتج للمياه المُحلّاة، بامتلاكها أكبر سعة تحلية في العالم بإجمالي يصل إلى 4.19 مليون م3 سنويًا، وأكبر شبكة لأنابيب نقل المياه بطول 14.21 ألف كم، وسعة تصل إلى 19.42 مليون م3 يوميًا، مما يعكس تطور ومتانة البنية التحتية في قطاع المياه.

وفي مطلع شهر مارس الحالي، اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN-Water)، المملكة أنموذجًا عالميًا رائدًا في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه 6-5-1 ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)؛ وذلك نظير التقدم الذي تحرزه المملكة في هذا المجال.

وتواجه المملكة تحديات كبيرة نظراً للاستخدام غير المستدام لموارد المياه، فضلاً عن محدودية مخزون المياه الجوفية غير المتجددة، التي تشهد استنزافاً متسارعاً. وفي ظل الظروف المناخية القاحلة أضحت المياه المتجددة أكثر ندرة، إضافة إلى أن الطلب المرتفع على المياه في القطاع الزراعي يفاقم من مشكلة ندرة المياه في المملكة.

ووضعت المملكة استراتيجية وطنية للمياه تهدف إلى، ضمان الوصول المستمرّ إلى كميات كافية من المياه المؤمنة في الحالات العادية وفي حالات الطوارئ. وتحسين إدارة الطلب على المياه في جميع الاستخدامات. وتقديم خدمات مياه وصرف صحي عالية الجودة وموفِرة للكلفة لضمان أسعار مقبولة، والمحافظة على موارد المياه وتحسين استخدامها مع المحافظة على البيئة المحلية لما فيه مصلحة المجتمع السعودي حاليا ومستقبلا، وضمان تنافسية قطاع المياه ومساهمته الإيجابية في الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الحوكمة الفعالة ومشاركة القطاع الخاص وتوطين القدرات والابتكار.

اقرأ أيضًا:  مشروع الأمير محمد بن سلمان يُبقي مآذن مسجد أم زرينيق شامخة

وتتضمن الاستراتيجية، 10 برامج رئيسية ، وهي (نظام المياه واللوائح التنظيمية لإدارة الموارد المائية، وإدارة الموارد المائية، وجاهزية القطاع لإدارة حالات الطوارئ، والبحث والتطوير وبناء القدرات ، وكفاءة سلسلة التوريد وجودة الخدمة، واللوائح التنظيمية لخدمات المياه، وإعادة هيكلة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، واشراك القطاع الخاص في الإنتاج ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة هيكلة التوزيع واشراك القطاع الخاص، وإعادة هيكلة المؤسسة العامة للري وتحسين الري).

تستضيف الرياض المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها في 2026

وتأكيدا لمكانة المملكة الريادية، كأحد أهم اللاعبين العالميين في قطاع المياه، اختارت المنظمة الدولية لتحلية المياه وإعادة استخدامها، المملكة لاستضافة المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها لعام 2026، حيث يعد منصةً دوليةً لمناقشة التحديات المائية المتزايدة، بما في ذلك ندرة المياه وأثر التغير المناخي، وسيجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين من أكثر من 60 دولة.

وخلال قمة المياه الواحدة، التي افتتحها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بالرياض في ديسمبر 2024، أكد أن العالم يواجه تحديات متزايدة في قطاع المياه، ومن ذلك ارتفاع معدلات الجفاف، التي تؤدي إلى أزمات متعددة، تتمثل في نقص المياه الصالحة للاستخدام، وتفاقم مشكلات التصحر وما يتبع ذلك من تهديد حياة الإنسان والمجتمعات، مما يستوجب العمل المشترك، لوضع خطط لضمان استدامة مصادر المياه.

وأشار إلى أن المملكة عملت على إدراج موضوعات المياه للمرة الأولى، ضمن خارطة عمل مجموعة العشرين خلال مدة رئاستها في عام 2020م، بالإضافة إلى تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدعم أكثر من 200 مشروع إنمائي في قطاع المياه، في أكثر من 60 دولة نامية حول العالم، وتستعد المملكة لاستضافة المنتدى العالمي للمياه، في الدورة الحادية عشرة عام 2027م، بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه.

اقرأ أيضًا:  الاستثمار الرياضي" يوقّع شراكة إعلامية استراتيجية مع "SRMG

ولفت ولي العهد إلى أن المملكة أعلنت تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات، لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، وستعمل هذه المنظمة على معالجة القضايا المتعلقة بالمياه على مستوى العالم، من خلال توحيد الجهود الدولية، وإيجاد الحلول الشاملة للتحديات المائية، بما في ذلك تبادل الخبرات والتقنيات المبتكرة، وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.

يذكر أن المملكة تمتلك سجلًا حافلًا من الابتكارات التقنية والمبادرات المستدامة، بعدما استطاعت من خلال مشروعاتها العملاقة تحقيق تقدم بارز ونوعي في تعزيز الأمن المائي، باستخدام تقنيات تحلية المياه المتقدمة وإعادة استخدام مبتكرة، في إطار التزامها برؤية 2030، التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتطوير قطاعات استراتيجية، والتي يُعَدّ قطاع المياه أحد أبرز محاورها، مما جعل السعودية مركزًا عالميًا للابتكار في تقنيات تحلية المياه والطاقة المتجددة.

عبدالرحمن الفهد

عبد الرحمن الفهد، محرر في موقع "ميدان الأخبار" لدي خبرة لعدة سنوات في مجال الصحافة والإعلام، وتركز اهتماماتي على تقديم أخبار دقيقة في مجالات الثقافة والتكنولوجيا والرياضة. أسعى دائماً لتقديم محتوى متميز يلبي اهتمامات قراء الموقع, الايميل: [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى