الاقتصاد

مفتى الجمهورية: الماء أصل الحياة ومظهر الرحمة وعنوان العطاء الإلهي



قال الدكتور نظير عياد ، مفتى الجمهورية، الحمد لله الذي جعل الماء أساس الحياة، وجعل شكره مفتاح دوام النعم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من اغترف من معين الشريعة، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


وتابع: فإننا نحتفي اليوم، في الثاني والعشرين من شهر مارس، بما أقرّته الأمم المتحدة من تخصيصه ليكون اليوم العالمي للمياه؛ لنقف مع البشرية وقفة تأمل وتقدير لنعمة من أعظم ما مَنَّ الله به على عباده، ألا وهي نعمة الماء.


وقد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة الكونية العظيمة في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: ٣٠]، فالماء أصل الحياة، ومظهر الرحمة، وعنوان العطاء الإلهي.


ولقد أولى الإسلام هذه النعمة عنايةً خاصة، فجعل المحافظة عليها من صميم مقاصد الشريعة، ودعا إلى ترشيد استخدامها وعدم التبذير فيها، بل بلغ من تعظيم الإسلام للماء أن نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فيه ولو في الطهارة، فقال: «لا تسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ» [رواه ابن ماجه].


إننا في ظل التحديات البيئية الكبرى، وتغيرات المناخ، والزيادة السكانية، نُدرك -أكثر من أي وقت مضى- أن الحفاظ على الموارد المائية ليس مجرد واجب بيئي، بل هو واجب شرعي وأخلاقي، تتكاتف فيه الجهود، وتُستنهَض فيه الضمائر.


وإنني، في هذا اليوم أناشدُ الأمة الإسلامية أفرادًا ومؤسسات، حكوماتٍ وشعوبًا، أن يكون لها السبق في نشر الوعي، وتبني سياسات رشيدة، والعمل على حماية المياه من التلوث والهدر، انطلاقًا من مسؤوليتنا أمام الله، ثم أمام أجيالنا القادمة.


نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا شكر نعمه، وأن يعيننا على أداء أمانة الاستخلاف في الأرض، وأن يجعلنا ممن يعمرونها بالخير والنفع والصلاح.

اقرأ أيضًا:  حفل إفطار رمضانى بالكنيسة الإنجيلية في سرايا القبة بحضور أئمة الأزهر والأوقاف

سامي التميمي

سامي التميمي هو مسؤول الإشراف العام في "ميدان الأخبار"، حيث يشرف على جودة المحتوى وتنظيم عمل الفريق لتحقيق أهداف الموقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى