السياحة في الباحة.. نزهة بين أحضان الطبيعة وعبق التراث

تستقطب طبيعة الباحة المزيد من الزوار والسياح لقضاء أوقات ممتعة في ظل أجوائها المعتدلة

تعد الباحة إحدى الوجهات السياحية المهمة الجاذبة للزوار والسياح في المملكة، لما تتمتع به من أجواء معتدلة ساحرة وطبيعة خلابة، حيث توصف بـ”حديقة الحجاز”، إذ تتلألأ على مدار العام بجمال طبيعتها واكتسائها حلة خضراء مبهجة، كما تضم قرى تراثية ومواقع أثرية تمثل جميعها وجهات سياحية تلبي مختلف الأذواق والتوجهات.

معالم سياحية طبيعية

تستقطب طبيعة الباحة المزيد من الزوار والسياح لقضاء أوقات ممتعة في ظل أجوائها المعتدلة، وضبابها الذي يعانق سفوح الجبال، وأوديتها الجارية، وشلالاتها المنحدرة من بين الجبال، والتي ترسم لوحات بانورامية جذّابة تأسر النفوس، حيث تضم أكثر من 40 غابة والعديد من المتنزهات والمزارع السياحية.

المزارع السياحية

توفّر المزارع السياحية في منطقة الباحة تجارب فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وزراعة المحاصيل والتعرف على أنواع النباتات، وتمثل خيارًا للعائلات والأفراد الباحثين عن الهدوء بعيدًا عن صخب الحياة اليومية، حيث تشهد هذه المزارع إقبالًا متزايدًا من الزوار، وتمكنهم من المشاركة في أنشطة زراعية، ومعرفة أسس الزراعة العضوية، وأنشطة ترفيهية متنوعة مثل ركوب الدراجات الهوائية، والمشي في الطبيعة، والتعرف على أنواع طيور الزينة.

غابة رغدان

تطل على طريق “العقبة” الذي يربط مدينة الباحة بمحافظة المخواة، ويتخلل الطريق مرتفعات وتضاريس مختلفة، إضافة لمناطق للراحة والتوقف لالتقاط الصور؛ وإطعام الحيوانات البرية؛ والشراء من باعة العسل، مع إمكانية رؤية بقايا بعض الحصون الأثرية على امتداد المرتفعات كحصن الكامل، ويمكن منها أيضا عبور مسارات أخرى مؤدية لبعض الأبراج، والقلاع الحجرية الأخرى القديمة والمتماثِلة كـ(حصن سويد، وحصن الحكمان، وحصن الزوايح، وقلعة بخروش).

معالم سياحية تراثية وتاريخية

تتناثر في الباحة القرى التراثية والمباني الأثرية والتاريخية على امتداد البصر، وبمساحات مترامية الأطراف، أُسست ما بين التضاريس الوعرة والسهلة والأجواء المختلفة بين المعتدل إلى البارد، مما شكل إرثًا تاريخيًا غنيًا بالتقاليد والعادات والفنون التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، وتعكس تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا، ومن بينها قصر ابن رقوش، وقرية الأطاولة وقرية ذي عين.

قرية “ذي عين”

تقع في المخواة، ويعود تاريخها لأكثر من 400 عام، وتضم نحو 58 بيتًا أثريًا، وأغلب المباني حجرية، وبعضها محفورة على قمة جبل، والمنازل متعددة الطوابق، لذلك لقبت باسم “القرية الرخامية”، كموقع تراثي فريد من نوعه، محاطة بالنخيل وأشجار الموز والريحان والليمون، وتمتاز بتراث أصيل، وتاريخ عريق، وجمال أخاذ يأسر الألباب.

قرية الأطاولة التراثية

تضم بين جنباتها سوق ربوع قريش، وحصن مشيخة آل عثمان، وأول مدرسة نظامية، كما تحتضن أيضًا المسجد التاريخي، إضافة إلى قريتي الخلَف والخلِيف التاريخيتين المتجاورتين، وتتميزان بالنقوش الإسلامية الأثرية القديمة، من الآيات القرآنية والأدعية على أحجار البازلت، وقرية آل موسى الأثرية، وقرية مطير العيش التاريخية بالحجرة.

قصر ابن رقوش التاريخي

يوجد في بني سار شمال الباحة، تم بناؤه عام 1249هـ، ويتكون من خمسة منازل كبيرة بعضها يحتوي على 3 أدوار مبنية بطراز معماري فريد، إضافة إلى مجلس للقبيلة، ومسجد ملحق بالقصر، ومهاجع للخدم، وبئر ماء، وفناء داخلي، إضافة إلى منزلين آخرين حول القصر، لتشكل جميعها منظومة سكنية متكاملة.

قلعة بخروش بن علاس

تقع شمال غربي محافظة القرى، وهي عبارة عن قلعة قديمة ذات أسوار عالية، مع وجود برجين على أطرافها، فيما يطلّ حصن الأخوين على قرية الملد صامدًا ببنائه وشامخًا بتاريخه، ويتكون من حصنين متجاورين في قمة تل عالي الارتفاع، ويجاوره العديد من المنازل التراثية القديمة، ونزل العايد للتراث بقرية بني كبير، حيث تضم تلك المواقع العديد من المتاحف التي تبرز تاريخ المنطقة وتراثها.

النزل التراثية

تتميز بتصميماتها الرائعة المستوحاة من الطبيعة، وتعد بمثابة متنفس يتوافق مع أذواق العديد من السياح في المملكة والخليج والعالم، حيث تنفرد باعتمادها على الطبيعة دون سواها، إذ يبنى البيت من الأحجار والأشجار التي تُجلب من مختلف أنحاء المنطقة، وعادة ما تكون من صخور الجرانيت والبازلت التي تزين بأحجار المرو، فيما يسقف البيت بأشجار العرعر التي تُغطى بالطين.

وتتلاءم النزل التراثية في الباحة مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة، كما تلعب دورا حاسما في الثقافة السياحية، فهي بيئة خصبة وعامل رئيسي لجذب المزيد من الاستثمارات.

معالم سياحية علمية

تتميز الباحة بتوفر العديد من الأماكن السياحية العلمية، ومن بينها جبل شدا الأسفل، الذي تنفرد منحوتاته الصخرية بطبيعتها الجيولوجية الخلابة، والتي تُضفي جمالاً طبيعيًا، ويعود تاريخها إلى ملايين السنين.

جبل شدا

يعد جبل شدا من طلائع التكوينات الجيولوجية على الكوكب، حيث يبلغ عمره الجيولوجي نحو 763 مليون سنة وفق دراسة جيولوجية عن الجبل، والذي يحاكي محاولة تصور بدء الخلق عبر رحلة كونية خيالية طويلة عبرت ملايين السنين حتى انتهت إلينا بهذه الأشكال البديعة التي نشاهدها اليوم والتي يشبه بعضها الإنسان وأخرى الحيوان، وفي غالبها تشبه أشكالًا هندسية.

ويشتهر جبل شدا بالعديد من العناصر المميزة، منها الزراعة حيث البن الشدوي النادر، فضلًا عن التحسينات الجمالية التي أضيفت على الكهوف المنتشرة به، لتكون منتجعات سياحية للراغبين في التنزه وقضاء أوقات في الجبل الذي يقدر ارتفاع قمته 1700 متر عن مستوى سطح البحر، وتغلب على تضاريسه الصخور الملساء، مما يعطي الجبل لونًا أزرق باهتًا.

معالم سياحية ثقافية

تزخر منطقة الباحة والمحافظات التابعة لها بالعديد من المعالم السياحية الثقافية، خاصة المتاحف التي تسهم في الحراك السياحي ومن بينها متحف الباحة الإقليمي

متحف الباحة الإقليمي

يهدف متحف الباحة الإقليمي إلى عرض التراث المادي للمنطقة، بالإضافة إلى إنشاء مركز ثقافي وعلمي يعتني بالتراث والآثار والعادات والتقاليد وإقامة أنشطة ثقافية وعلمية وجمع وحفظ القطع الأثرية والعناصر المعمارية القديمة ومعالجة ترميم الآثار بطريقة فنية.

ويعد المتحف بمثابة تحفة معمارية ومعلم حضاري لمنطقة الباحة، وتم بناؤه على مساحة 9000 متر مربع وبتكلفة إجمالية بلغت 50 مليون ريال ويتكون من أربعة طوابق تحتوي على 5 صالات تم تقسيمها إلى 8 قاعات عروض متحفية ومكاتب إدارية نسائية ورجالية وفراغات ملحقة لأعمال إدارة المتحف تشمل قسم الترميم، واستوديو تصوير، وقسم الرسم، والأرشيف، وقاعة للمحاضرات، وقاعة تثقيف للطفل، وفصل دراسي، ومكتبة، ومصلى، وغرفة تحكم لكامل المشروع، وفراغ لبيع الهدايا التذكارية، وللأمانات.

متحف واجهة الأصالة

يحتوي على آلاف القطع التاريخية النادرة، بعضها يعود لأكثر من ألف و400 عام، وتمثل مختلف العصور، ويضم بين جنباته وثائق وأدوات ومنحوتات حجرية وكتبا وسجلات وطاولات ومقاعد وكتبا دراسية عمرها أكثر من ٥٠ عاماً، كما يحتوي المتحف على عدد من الأسلحة القديمة والسيوف والخناجر والعملات التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من ألف عام، إلى جانب الحلي وأوعية المياه وآلات الخياطة وأدوات الزراعة والحرث ومقتنيات الطبخ والزينة للجنسين.

معالم سياحية ترفيهية

تحتضن الباحة العديد من الأماكن السياحية الترفيهية التي تناسب وتلبي رغبات مختلف الأذواق والأعمار، ومن أبرزها متنزه جدر ومتنزه الأمير حسام.

متنزه جدر

يقع بمحافظة بني حسن، ويشكل منتجعًا سياحيًا ومقصدًا للأهالي والزوار من محبي الاستمتاع بالطبيعة، ويقع المتنزه على مساحة 30 ألف متر مربع، ومسطحات خضراء بمساحة 17 ألف متر مربع، كما يحتوي المتنزه على ممرات للمشاة بطول 2000 متر طولي، وقنوات مائية بطول 2182 متراً طولياً.

متنزه الأمير حسام

أحد المواقع السياحية البارزة في منطقة الباحة، لما يضيفه المنتزه من جمال طبيعي، فضلًا عن الموقع المتميز للمنتزه، الذي يشكل منتجعًا سياحيًا ومقصدًا للأهالي والزوار من محبي الاستمتاع بالطبيعة، ويقع المنتزه على مساحة 150 ألف متر مربع, ويضم مسطحات خضراء بمساحة 80 ألف متر مربع، كما يحتوي على 36 جلسة، و21 مظلة، و1400 شجرة، و4 آلاف شجيرة، بالإضافة إلى بحيرة صناعية على مساحة 1200 متر مربع، وبلازا مكونة من مسرح ومدرجات سعتها 1000 فرد.

كما يضم المتنزه نافورة تفاعلية بمساحة ألف متر مربع،  و3 أكشاك، و12 محلًا تجاريًا، وعربة قطار بسعة 48 فردًا، وممرًا بطول 700 متر طولي، وشلالين بارتفاع عشرة أمتار، ومصلى للرجال والنساء، ومناطق لألعاب الأطفال، و500 موقف سيارة.