
تحتضن الطائف عدداً من المواقع والمعالم السياحية والثقافية، إضافة لروعة مناخها المعتدل وطبيعتها الخلابة ومنتزهاتها الراقية وحدائق الورود، مما جعلها إحدى أهم الوجهات السياحية في المملكة علاوة على تمتعها بحزمة من المزايا الأخرى التي تشكّل قيمة مضافة للمشاريع السياحية، بوصفها البوابة الشرقية لمكة المكرمة ونقطة التقاء لعدد من الطرق المتصلة بالمناطق والمدن المجاورة.
أماكن سياحية طبيعية
تشتهر الطائف بالمعالم السياحية الطبيعية، حيث توصف بأنها عاصمة المصايف، لكونها ملاذاً للنفس محاطة بالجبال الساكنة بتجليات الحياة الفطرية، ووجهة هادئة تضم في طياتها الماضي والحاضر والمستقبل، وتجمع في أحضانها “الغيم مع المطر” ليتفقا، بأن تكون من خلالهما الطائف مدينة ساحرة بجمالها وطقسها وحيويتها وأجوائها الخلاقة وغطائها الأخضر الخلاب، عبر منتزهاتها الطبيعية والترفيهية مثل متنزه الردف ومتنزهي الشفاء والهدا.
متنزه الردف
يقع في قلب المدينة التاريخية، ويعد الملاذ الرئيس ومتنفس الأهالي والزوار بأجوائه العليلة، كما يجد فيه جموع الحاضرين قصصاً لحكايات الأساطير، بنقوشه الثامودية القديمة التي سكنت صخوره الشامخة، لتكون شاهدةً على قصص محفورة في ذاكرة المكان، تنقل من خلالها روايات الأجداد والأجيال التي عاشت بهذا الموقع.
جبال الهدا
تطل جبال الهدا الشهيرة المكسوة بالخضرة وتنوع الطبيعة فيها وجمال أجوائها وعطر رذاذها على مدينة مكة المكرمة بارتفاع يقدر بأكثر من 2800 متر فوق سطح البحر، وتعد من أهم المواقع التي يفضل زوار بيت الله الحرام المرور بها للاستمتاع بكل تفاصيلها، كما تتمتع “الهدا” بحضور نوعي للاستثمار السياحي فيما يتعلق بانتشار المراكز الترفيهية والفنادق والمنتجعات التي تشتهر بها لا سيما تنوع الغطاء النباتي والمزارع المنتجة، ويغطي الضباب قمم جبالها في مشهد ساحر في موسم الشتاء، وقليل منه في باقي الفصول.
40 واديًا و12 ألف مزرعة
تتميز الطائف بكثرة الأودية البالغ عددها أربعين وادياً، مما جعلها مقصداً لعشاق السياحية الريفية للمحافظة، ومن أبرزها وادي وج، ووادي الشفا، ووادي المثناة، ووادي سيدرة، ووادي ذي غزال، ووادي محرم، ووادي القراحين، ووادي نخب، ووادي الوقادين وغيرها، إضافة إلى احتضانها أكثر من ١١٩٩٠ مزرعة منتشرة ما بين: الهدا، والشفا، والمخاضة، ووادي محرم، ووادي الأعمق، ووادي البني، والوهط والوهيط.
الورد الطائفي
تنفرد الطائف بالورد الذي ينتشر في أودية وجبال المنطقة منذ القدم ليصبح من أهم المشاريع السياحية والتجارية نظرًا لما تتميز به منتجات الورد الطائفي من درجة النقاء وعضوية 100% ورائحة عطرية زكية، وتتميز وردة الطائف بكثرة انتشارها ونموها في مزارع أودية الشفا والهدا، مما جعلها مقصداً لعشاق السياحية الريفية للمحافظة، ومن أبرز هذه الأودية الحاضنة للورد وادي ذي غزال، ووادي خماس وقاوة، ووادي محرم، ووادي الأعمق.
وجهة النحالين
تعد الطائف من أهم المدن النحلية في المملكة، فهي تحتوي على أهم سوق لبيع العسل ومنتجات النحل، حيث يقام مزاد أسبوعي لبيع العسل، ويحترف العديد من أفراد مجتمعها مهنة “النحالة” التي تعد من أشهر المهن، ويعمل فيها العديد من الأبناء بما ورثوه من آبائهم وأجدادهم جيلاً بعد الآخر، حيث إن موقعها يجعلها متفردة ومناسبة لتربية النحل وجهة رئيسة مهمة للكثير من النحالين من مختلف أنحاء المملكة.
أماكن سياحية دينية
للسياحة الدينية طابع خاص في الطائف، بسبب مجموعة المساجد الأثرية التي تحتضنها وتتميز بعمارتها الإسلامية العريقة، كما أنها كانت محطّات للحجّاج والمُعتمرين العابرين إلى بيت الله الحرام من الطائف إلى مكة المكرّمة، إضافة إلى تاريخها الإسلامي العريق، والإبداع المعماري الذي عاصر حضارات عدّة، ومن بينها جامع عبد الله بن عباس ومسجد الهادي ومسجد الكوع.
جامع عبدالله بن عباس
يوجد في المنطقة التاريخية وسط محافظة الطائف، ويعد من أقدم مساجد العالم الإسلامي، ومن أهم الآثار الإسلامية إذ ظل 14 قرناٌ منبرًا علميًا لطلبة العلم في مصر، والشام، والعراق، ومختلف أرجاء العالم الإسلامي الذين يبحثون في مجالات علوم الشريعة وأصول الفقه وعلم الحديث والتفسير واللغة والنحو والصرف والتاريخ، وتقع في الجهة الشرقية من المسجد مقبرة تضم جثامين 11 صحابياً، كما يقع فيه أيضاً قبر حبر الأمة عبدالله بن عباس.
مسجد الهادي
بني عام 1050هـ على شكل مستطيل وله بابان قبلي وجنوبي وفي وسطه صهريج معد لجمع ماء المطر، وموقعه معروف في برحة القزاز بمنطقة السوق المركزي، وتُزيّنه القباب السداسية التي تنسدل منها أشعة الشمس، وتشمل بإضاءتها أرجاء زواياه.
مسجد الكوع
يتربّع على سفح جبل أبي زبيدة، ويحكي عن طبيعة جغرافيا المنطقة الجبلية، بوجود صخرة كبيرة بركنه من الداخل، حيث يقع المسجد في المثناة من الجهة الشمالية، وهي قرية صغيرة فيها بساتين ومزارع تحيط بها من كل جانب على امتداد وادي وج، الذي تنحدّر منه العيون الجارية الساقية للبساتين العامرة بأشجار العنب والرمان والحماط والورد الطائفي.
أماكن سياحية تراثية وتاريخية
تعد محافظة الطائف مهداً للتاريخ، لما شهدته من حروب وغزوات وحضارات متعاقبة مرت عليها عبر القرون، حيث تحتضن مجموعة من المعالم السياحية التاريخية المميزة منها القصور والمتاحف التاريخية، مما يجعلها من الخيارات المفضلة للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها.
القصور التراثية
تحتضن الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة والتي انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري، حيث تشتهر المحافظة بالعديد من القصور مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، التي أعطت طابعًا جماليًا مختلفًا.
قصر الكعكي
بني عام 1358هـ، ويقع في حي السلامة أمام مبنى مديرية الدفاع المدني من جهة الشمال، ويتكون القصر من ثلاثة طوابق، تحتوي على 40 غرفة، و10 دورات مياه، و6 مطابخ، وقد شيد على الطراز المعماري الروماني الذي شاع في المدن العربية في أوائل القرن العشرين الميلادي، وللقصر مساحات داخلية واسعة، يقابلها ديوان ملحق تخرج منهما سلالم للأعلى، فيما يتشكل داخله من الأطراف والجوانب والجدران المصنوعة من الحجر والرخام والنورة.
قصر شبرا التاريخي
يعد من أجمل وأهم القصور والمعالم التاريخية والأثرية بالطائف لما يمتاز به من روعة وفخامة في التصميم وأسلوب مميز في العمارة التقليدية، كما أنه أحد القصور التي سكنها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، في بداية حكمه، وتم تحويل مرافق القصر إلى مركز حضاري وثقافي يشتمل إلى جانب المتحف على مكتبة وصالات عروض للألعاب الشعبية والصناعات التقليدية وقاعة محاضرات، وذلك بعد أن صدر التوجيه السامي الكريم بأن يكون القصر متحفاً يحكي تاريخ وتراث المملكة بصفة عامة ومحافظة الطائف على وجه الخصوص.
باب الحزم
يسمى أيضاً “باب الجبل”، و”باب شبرا” لوقوعه أمام قصر شبرا، ويكتسب أهميته من كونه أحد أهم مداخل سور المدينة القديمة الخمسة التي كانت تُغلق مساءً.
أماكن سياحية ثقافية
الطائف تحظى بالعديد من المعالم السياحية الثقافية التي تحكي أمجاد المملكة وتراثها الخالد، وتستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم، ومن بينها سوق عكاظ ومتحف الشريف.
أسواق الطائف
تشتهر محافظة الطائف بعراقة أسواقها القديمة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ويرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 450 عامًا، كسوق عكاظ والهجلة والخميس وسويقة، وتعد هذه الأسواق بمثابة منارة سياحية وثقافية، يتناول فيها روادها الأحاديث الاجتماعية والأدبية، حتى باتت مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا وأسريًا.
سوق عكاظ
يقع في العرفاء شرق الطائف ويحاكي السوق القديم الشاهد على أمجاد العرب وتراثهم الخالد، كما يعد محطة رئيسة مهمة في تاريخ المملكة والجزيرة العربية لما يمثله من دور اقتصادي وحضاري وثقافي على مدى عصور، ويمثل سوق عكاظ قيمة وأهمية تتجاوز دوره الثقافي كنشاط موسمي والسياحي والتراثي كفعالية وطنية مهمة إلى أدوار أعمق تتمثل في مكانته التاريخية والحضارية، ما يجعل إحياءه والاهتمام به إبرازاً للبعد الحضاري للمملكة، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
متحف الشريف
يعد بمثابة كنز تراثي وثقافي ويقام على مساحة 6 آلاف متر مربع، بداخله أبنية من الصخور القديمة تخرج من أعلاها مزاريب المطر، ومداخل زينت أبوابها الخشبية بالزراكيش الحديدية، لتضفي على المباني ملامح من الماضي وطرازه المعماري، إضافة إلى الفوانيس المعلقة على كل منزل لتضيء حارات المتحف.
أماكن سياحية ترفيهية
للترفيه طابع خاص في الطائف لكونه لا يخلو من نكهة الطبيعة البديعة التي تتميز بها المحافظة، حيث تضم الطائف الكثير من الحدائق والمتنزهات داخل المدينة وخارجها، ومنها حدائق الهدا، وحديقة الحيوان، وتلفريك الهدا.
تلفريك الهدا
يعد مشروع “تلفريك الهدا” الذي تتربع محطته العلوية أعلى الجبل وتقع السفلية في قرية الكر السياحية وبالعربات المعلقة بينهما نزولاً وصعوداً من أهم المشاريع الترفيهية التي تبرز أهم المعالم السياحية ، التي يحرص المصطاف والزائر على الاستمتاع من خلالها بالمناظر الجميلة، وتقع في آخر المحطة قرية سياحية تنتشر فيها الألعاب المائية، والجلسات العائلية والمطاعم وبما يقدم فيها من برامج سياحية وترفيهية متنوعة.
مشروع واجهة الطائف
يعكس مشروع “واجهة الطائف” النوعي أهمية هذه المدينة، وهو إحدى أهم الوجهات السياحية في المملكة، حيث يوفر مساحة لممشى خارجي كبير، ومساحات مخصصة للمحال التجارية المحلية والعالمية، كما يشكل وجهة متميزة لقضاء وقت ممتع لسياحة الأعمال والترفيه وزوار الحرم المكي، ويقدم المشروع مفهوماً حديثاً في التسوق مما يجعله مقصداً سياحياً وترفيهياً مهماً لزوار وقاصدي مدينة الطائف.
متنزه الطائف الوطني
يقع بحمى سيسد في الطريق المتجه إلى الحوية وهو من أهم المتنزهات الوطنية التي أقامتها الدولة على مساحة تتجاوز 50 كيلومترا مربعا، وبه سد أثري يتسع لأكثر من مليون متر مكعب من مياه الأمطار والسيول، وجذب المتنزه الكثير من المستثمرين الذين أقاموا منتجعات وقرى سياحية بالمكان.
حديقة الجال
هي واحدة من أحدث الحدائق المقامة بالطائف، وتنبسط على مساحة تتجاوز 33 ألف متر مربع بعد أن قامت البلدية بتوسعتها وتطويرها بشكل عام وتحويلها إلى واحدة من أجمل الحدائق بالمحافظة عقب تزويدها بالخدمات المختلفة مثل المسطحات الخضراء والجلسات العائلية وألعاب الأطفال، ويمكن للزائر الوصول إليها بسهولة.
حديقة الحيوان
من أهم المعالم السياحية الترفيهية في الطائف، وتقع على مساحة 85 ألف متر مربع، وتضم جميع الحيوانات والطيور المختلفة، فتحت أبوابها للزوار عام 1982 م، تتضمن الحديقة مرافق خدمية من مطاعم ومقاهي ومواقف للسيارات ودورات مياه، كما تضم قطارًا ينقل الزوار في رحلة شاملة فيها للتعرف على معالمها.
أماكن سياحة علمية
تضم الطائف العديد من الأماكن العلمية التي تعكس تطورها في مجالات التعليم والبحث، وتُعَدّ مركزاً مهماً للباحثين في عدد من المجالات، ومن أشهرها مشروع واحة التقنية.
واحة التقنية
يسعى مشروع واحة التقنية ليكون نموذجاً عالمياً لتطبيق الابتكارات في الطاقة المتجددة وتوفير استهلاك المياه وإدارة وتدوير النفايات وتقنية المعلومات، فيما ستوفر الواحة نموذجاً لأساليب العيش والحياة العصرية في السكن والفندقة والترفيه من خلال استقطاب المؤهلين المحترفين ليشكلوا منظومة بيئة مجتمع ابتكاري يعزز ويربط بين البحوث العلمية وبحوث تطوير منتجات القطاع الخاص، ولتكون الواحة بيئة جاذبة للشركات الأجنبية، والوطنية، وداعماً لنموها، وتوسُّعها.