قال سفير دولة الإمارات لدى البلاد، مطر النيادي، إن العلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات والكويت ترتكز على أسس راسخة من التعاون والاحترام المتبادل، وتمتد إلى مختلف المجالات، لا سيما التعاون العلمي، وخصوصاً في قطاع الفضاء وتمكين الشباب.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة استضافة «بيت الإمارات» في الكويت رواد الفضاء الإماراتيين، وهم: وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي سلطان النيادي، ونورة المطروشي، ومحمد الملا، بمناسبة زيارتهم للبلاد ضمن برامج التعاون المشترك، وبحضور وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ووزير الدولة لشؤون الاتصالات عمر العمر، ووكيل وزارة الدفاع الشيخ د. عبدالله الصباح، وحشد كبير من الأكاديميين والمسؤولين ورجال الأعمال الكويتيين، قال السفير الإماراتي: «يسعدني أن أرحب بكم في بيت الإمارات، وأعرب عن فخري بعمق العلاقات الأخوية التي تربط بلدينا الشقيقين على مختلف المستويات، ونطمح أن يصل التعاون في المجالات العلمية، وخصوصاً الفضاء، كذلك في مجال الشباب، إلى آفاق أرحب، ويحقق المصالح المشتركة ويعكس خصوصية العلاقة بين البلدين».
وأشار النيادي إلى أن «الاستثمار في قطاع الفضاء يعد من المجالات المستقبلية الواعدة في المنطقة، إذ يمثل برنامج الفضاء الإماراتي نموذجاً طموحاً للاستثمار المستدام في العلوم، يفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب، ويعزز مكانة العلم في مسيرة التنمية»، لافتاً إلى أن «مشاركة رائد الفضاء الوزير د. سلطان النيادي، والكوادر الوطنية الإماراتية مثل محمد الملا ونورة المطروشي، كان لها أثر بالغ في بث روح التنافس وشغف المعرفة في نفوس الطلبة في دولة الكويت»، مؤكداً أن «التعاون في مشروع القمر الصناعي (كويت سات) مثال ناجح للتعاون العلمي بين البلدين، ونتطلع إلى المزيد من المشاريع المشتركة في مجالات العلوم والمهن المستقبلية».
الجسار: تجربة ملهمة
من ناحيتها، أكدت رئيسة قسم الفيزياء بجامعة الكويت ومديرة المشروع الوطني للقمر «كويت سات 1» د. هالة الجسار أن «التجربة الإماراتية في مجال الفضاء ناجحة جداً وطموحة، وأعطت إلهاماً للشباب الخليجي والعربي عموماً»، لافتة إلى مشاهدتها حماسة طلبة الجامعة لمقابلة رواد الفضاء الإماراتيين.
وأشارت إلى أن «التجربة الإماراتية تعطي دفعة للتقدم إلى الأمام لدول مجلس التعاون الخليجي».
وتابعت: «لدينا مشاريع في جامعة الكويت في علوم الفضاء منذ عام 2000، ونعمل مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا في مشروع كبير منذ 2013، كما لدينا في جامعة الكويت المرصد الكوني الميوني منذ أكثر من 20 سنة، الذي يرصد العواصف الشمسية ويرتبط مع شبكة عالمية لرصد الأشعة الكونية والتنبؤ بالعواصف الشمسية».
وأضافت الجسار أن «الجامعة عملت أبحاثاً كثيرة في هذا المجال، آخرها مشروع كويت سات الذي انطلق بنجاح إلى مداره عام 2023 عبر كوادرنا الوطنية، وما زال القمر في مداره ويلتقط الصور».
بدوره، قال عميد «أكاديمية دبي للمستقبل» د. محمد قاسم، إن «الجميع يلاحظ تقدم الإمارات في عدة مجالات، منها علوم الفضاء»، لافتاً إلى أن «التجربة الإماراتية رائدة، ونحن ككويتيين بحاجة للتعلم منها والمشاركة معهم».
وأضاف: «إننا بحاجة لبذل المزيد للتقدم في هذا المجال»، داعياً «الحكومة الكويتية إلى وضع دعم قوي للتقدم في هذا المجال، فالفضاء بحاجة إلى ميزانية قوية».
الديحاني: خطى ثابتة
من جانبه، أشاد المدير العام لمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ندا الديحاني، بالتجربة الإماراتية الفريدة من نوعها، مشيراً إلى أن «دولة الإمارات خطت خطوات متقدمة في مجال الفضاء من حيث بناء القدرات وتأهيلها لتكون قادرة على خوض هذه التجربة».
وأشار إلى أن «الكويت تسير على خطى ثابتة في الاتجاه نحو خدمات الفضاء».
بدوره، أكد عضو مركز الكويت لأبحاث الفضاء، د. ياسر عبدالرحيم، من كلية الهندسة، قسم الهندسة الكهربائية في جامعة الكويت، أن «الكويت لها دور كبير في قطاع الفضاء»، موضحًا أنها «وقّعت كل الاتفاقيات مع الأمم المتحدة ومع المنظمات التي كانت تنظم العمل في الفضاء».
وأوضح أن مركز الكويت لأبحاث الفضاء «انطلق برغبة سامية من سمو أمير البلاد». واعتبر أن «الإمارات من الدول الرائدة في المنطقة في مجال الفضاء، إذ بدأت في تطوير العنصر البشري والشباب والشابات الإماراتيين، وبات قطاع الفضاء في الإمارات قطاعاً رائداً وينافس على مستوى العالم».
«العلوم» تستضيف الرواد الإماراتيين
استضاف قسم علوم الفيزياء بكلية العلوم في جامعة الكويت رواد الفضاء الإماراتيين وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سلطان النيادي ومحمد الملا ونورة المطروشي بحضور سفير الإمارات لدى الكويت د. مطر النيادي، وبرعاية وحضور مدير الجامعة د. دينا الميلم في الكلية بمدينة صباح السالم الجامعية.
وياتي ذلك تزامنا في معرض مشاريع الأنشطة العلمية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في ختام برنامج «رحلة إلى الفضاء» بالتعاون مع كلية التربية ومشاركة التوجيه الفني العام للعلوم في وزارة التربية.
واكدت الميلم أنّ الجامعة تولي اهتماماً بالغاً بتهيئة الجيل الناشئ لتطوير قدراتهم في مجال العلوم والتكنولوجيا وعلوم الفضاء تحقيقاً لرؤية دولة الكويت ورفع مكانتها إلى مصاف الدول الرائدة في المجالات العلمية والتكنولوجية.
