التعليم السعودي
أطلقت هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية تطبيقًا مبتكرًا تحت اسم ‘مستقبلهم’، يهدف إلى تمكين أولياء الأمور من متابعة أداء أكثر من 22 ألف مدرسة، في خطوة تعزز الشفافية وترسخ مفهوم الشراكة المجتمعية في التعليم. يستفيد من هذه المبادرة أكثر من مليوني ولي أمر، ضمن توجه طموح لتحقيق جودة تعليمية عالمية تتماشى مع رؤية السعودية 2030.
الشفافية أداة فاعلة لتحسين جودة التعليم
تندرج هذه المبادرة ضمن البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف المدرسي، الذي يعمل على تقييم المدارس الحكومية والأهلية والعالمية وفق معايير دقيقة، تشمل نتائج الاختبارات الوطنية ‘نافس’، واختبارات القدرات العامة، والتحصيل الدراسي.
وبفضل تطبيق ‘مستقبلهم’، يمكن لأولياء الأمور الوصول إلى بيانات الأداء المدرسي بكل شفافية، ما يسهم في تعزيز الثقة ويخلق بيئة تنافسية تحفز المدارس على تطوير أدائها.
مردود اقتصادي طويل الأمد واستثمار في رأس المال البشري
من الناحية الاقتصادية، يشكّل تمكين الأسرة من الاطلاع على جودة التعليم استثمارًا استراتيجيًا في رأس المال البشري، ما يرفع من كفاءة مخرجات التعليم ويزيد من تنافسية الطلاب السعوديين في سوق العمل.
كما تعزز المساءلة المجتمعية من خلال مشاركة ولي الأمر في التقييم المستمر، ما يدفع المؤسسات التعليمية نحو تبني أفضل الممارسات والارتقاء بمستوى التحصيل العلمي للطلاب.
الأسرة.. من متلقٍ إلى شريك محوري في العملية التعليمية
تُكرّس هذه المبادرة فلسفة تعليمية جديدة ترى في الأسرة شريكًا أساسيًا، وليس مجرد متابع. التطبيق يتيح معلومات دقيقة تساعد ولي الأمر على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مدارس أبنائه، وهو ما يرسخ دور الأسرة في صياغة مستقبلهم التعليمي.
أرقام قياسية تؤكد حجم الإنجاز الوطني
تكشف الأرقام عن حجم الجهد الوطني المبذول، حيث تم جمع أكثر من 1.7 مليار وحدة بيانات تعليمية، بمشاركة تفوق 10 ملايين طالب ومعلم وولي أمر، إلى جانب مشاركة أكثر من 1.5 مليون طالب وطالبة في اختبارات قياس الأداء. كما أكملت 24 ألف مدرسة عمليات التقويم الذاتي بنسبة 100%، في مؤشر قوي على التفاعل المؤسسي مع التحول الوطني في التعليم.
تطبيق “مستقبلهم”.. بوابة ذكية نحو تعليم أكثر تطورًا
يمثّل تطبيق ‘مستقبلهم’ منصة رقمية حديثة وسهلة الاستخدام، تتيح للأسر متابعة أداء المدارس والتعرف على نقاط القوة وفرص التحسين. ويساهم التطبيق في تعزيز ثقافة التحسين المستمر لدى الطالب والمعلم والمدرسة على حد سواء، من خلال تقديم تجربة استخدام فعالة ومرنة.
السعودية تمضي بثقة نحو مستقبل تعليمي رائد
تؤكد هذه المبادرة أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو بناء نظام تعليمي حديث، يلبّي طموحات الأجيال القادمة ويواكب المتغيرات العالمية.
فمن خلال تعزيز الشفافية وتمكين الأسرة، تضع المملكة التعليم في صميم أهدافها التنموية المستدامة، لتُسهم بفاعلية في تحقيق رؤية 2030، التي تجعل من التعليم أولوية وطنية.
