
رئيس البنك الإسلامي للتنمية
أكد معالي الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن رأس المال البشري يمثل المورد المتجدد الأعظم لبناء مجتمعات قادرة على التكيف مع التحولات الجذرية والتكنولوجية والمناخية والجيوسياسية، مشددًا على أهمية الاستثمار في الإنسان كمحور رئيسي للتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية في مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 المنعقد في الرياض، ضمن جلسة بعنوان ‘التعاون كأولوية – بناء شبكة أمان جماعية’.
استثمار ضخم في التعليم والصحة
أوضح الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية حشد حتى الآن أكثر من 68 مليار دولار لتطوير رأس المال البشري، منها 15 مليار دولار خُصصت للتعليم والرعاية الصحية في 57 دولة عضو، لافتًا إلى أن البنك موّل نحو 2000 مشروع تعليمي بقيمة 4.9 مليارات دولار.
كما أشار إلى مبادرة تمويل التعليم الذكي التي وصلت إلى 28 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في 37 دولة، ونجحت مشاريع تعليمية في أوغندا في زيادة معدلات الالتحاق، فيما ساعد برنامج التعليم الثنائي في نيجيريا بقيمة 10.5 ملايين دولار في دمج الشباب المهمشين بالمجتمع.
دعم الفئات المهمشة والنساء عبر التعليم المهني
لفت الجاسر إلى أن التعليم لا يقتصر على المعرفة فقط، بل يجب أن يؤدي إلى التمكين الاقتصادي. ففي غينيا، تم تنفيذ برامج تدريب مهني وتقني لتأهيل الشباب، بينما تتيح برامج محو الأمية المهنية في المناطق الريفية فرص عمل للنساء والفئات المحرومة، من خلال الجمع بين المهارات الأساسية والتقنية.
الرعاية الصحية ركيزة للتنمية والكرامة الإنسانية
في محور الصحة، أوضح الجاسر أن البنك وافق عام 2023 وحده على مشاريع صحية بقيمة 1.4 مليار دولار. وذكر أن مشاريع البنك في موريتانيا ساهمت في توسيع رعاية الأمهات والمواليد، للحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها.
كما أشار إلى صندوق الحياة وسبل العيش، وهو مشروع مشترك مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسة بيل غيتس، بقيمة 1.5 مليار دولار لتعزيز التطعيمات والرعاية الصحية الأولية في الدول ذات الاحتياج.
مبادرات مستقبلية للاستثمار في التأثير الصحي
كشف الجاسر عن إطلاق منصة الاستثمار في التأثير الصحي، بالتعاون مع البنك الأفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار ومنظمة الصحة العالمية، بهدف توفير التمويل الميسر لتوسيع نطاق تشخيص السرطان ورعايته في المناطق المحرومة من الخدمات الصحية.
وختم الجاسر كلمته بالتأكيد على أن دمج القدرات البشرية في جميع القرارات المتعلقة بالسياسات والاستثمارات هو الأساس لبناء مستقبل مستدام وشامل للجميع.