
عمرو البوطيبي – هبة سبور
تحل اليوم، 27 أبريل 2025، الذكرى الثانية والثلاثون لأحد أسوأ الحوادث في تاريخ الرياضة العالمية، يوم تحطمت طائرة المنتخب الزامبي لكرة القدم أثناء توجهها إلى العاصمة السنغالية داكار لخوض مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 1994.
الحادثة المأساوية أسفرت عن مصرع جميع الركاب، بما فيهم 18 لاعباً وعدد من المسؤولين الفنيين والإداريين، لتنطفئ بذلك شمعة جيل اعتبره كثيرون الأفضل في تاريخ الكرة الزامبية.
حلم قُطع قبل الاكتمال
في تلك الحقبة، كان منتخب “الرصاصات النحاسية” يعيش واحدة من أزهى فتراته الكروية، بفضل جيل ذهبي ترك بصمات قوية في المحافل الدولية. ولعل أبرز إنجازاتهم كانت خلال دورة الألعاب الأولمبية في سيول 1988، حيث سطروا انتصارًا تاريخيًا على إيطاليا برباعية نظيفة، وفرضوا التعادل على العراق، وسحقوا غواتيمالا برباعية أخرى، قبل أن ينتهي مشوارهم عند ربع النهائي أمام ألمانيا الغربية.
كان الجميع يترقب رؤية هذا الجيل في نهائيات كأس العالم 1994، لولا أن القدر كان له رأي آخر.
ناجون من الموت
من مفارقات القدر أن النجم الأول للمنتخب كالوشا بواليا نجا من الحادث، كونه كان محترفاً حينها مع نادي بي إس في أيندهوفن الهولندي، وكان من المفترض أن يلتحق بالمنتخب مباشرة من أوروبا.
كما نجا أيضاً شقيقه جونسون بواليا، الذي كان ينشط في نادي فريبورغ السويسري. وبفضل هذين النجمين، تمكن المنتخب الزامبي من لمّ شتاته، وكاد أن يحقق إنجازاً تاريخياً بالتأهل إلى مونديال 1994، لولا هدف قاتل سجله المغربي عبد السلام الغريسي في مباراة حاسمة على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
ملحمة “كان” تونس 1994
رغم الحزن العميق، ضرب المنتخب الزامبي موعداً مع المجد في كأس أمم إفريقيا 1994 بتونس، حيث قدم مستويات رائعة بلغت ذروتها بالوصول إلى المباراة النهائية.
هناك، اصطدم الزامبيون بنسور نيجيريا المدججين بكوكبة من النجوم يتقدمهم الراحلان ستيفن كيشي ورشيدي يكيني، إلى جانب جاي جاي أوكوشا ودانيال أموكاشي ونيوانكو كانو.
ورغم الخسارة بشق الأنفس، إلا أن منتخب زامبيا حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ القارة، بفضل الروح القتالية والوفاء لذاك الجيل الذي قضى نحبه في كارثة 1993.
ذكرى لا تُنسى
تظل هذه الحادثة خالدة في الذاكرة الرياضية العالمية، شاهدة على حجم المأساة التي ضربت الكرة الإفريقية، وأجهضت مشروعًا كان قادراً على تغيير خريطة كرة القدم في القارة السمراء والعالم.
وفي كل عام، يجدد العالم الرياضي وقوفه احترامًا لأرواح من رحلوا، وللذكرى التي لا تزال ترفرف فوق قلوب كل محبي كرة القدم.