رياضة

فليك يربح ذهنيا.. وأزمة الموسم تشوه وجه أنشيلوتي

فاز برشلونة بنهائي كأس ملك إسبانيا، وعزز تربعه على عرش الأكثر تتويجا باللقب برصيد 32 مرة، بعد مباراة ماراثونية أمام غريمه التقليدي ريال مدريد.
 
اضافة اعلان

تفوق البارسا على الميرينجي للمرة الثالثة هذا الموسم، لكن بسيناريو مختلف، عن الفوز العريض برباعية دون رد في الدور الأول من الدوري، أو الانتصار الكاسح 5-2 في نهائي كأس السوبر الإسباني.
فاز برشلونة، الليلة الماضية بنتيجة 3-2 بعد شوطين إضافيين، في مباراة ماراثونية على ملعب “لاكارتوخا”، عاش خلالها كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد أزمات الموسم خلال ساعتين من المواجهة الفنية أمام هانز فليك المدير الفني لبرشلونة.
 
اختفاء أبيض
تفوق برشلونة بشكل كاسح في الشوط الأول على مستوى الاستحواذ والسيطرة والوصول إلى مرمى منافسه، وتقدم بهدف، وكان بإمكانه قتل المباراة تماما في أول 45 دقيقة.
أحكم برشلونة قبضته بفضل تفوق ثلاثي الوسط بيدري وفرينكي دي يونج وأولمو، مع حرية حركة رافينيا يسارا ولامين يامال يمينا، وإجادة فيران توريس التحرك بين الخطوط.
في هذا الشوط اعتمد أنشيلوتي على خطة 4-4-2، وافتقد فريقه لكل المقومات سواء دفاعيا في ظل ضعف شراسة الضغط وسوء التمركز وعدم القدرة على الانطلاق بالهجمات المرتدة، لتختفي تماما خطورة الثنائي فينيسيوس جونيور ورودريجو.
 
وجه آخر
ظهر ريال مدريد بوجه مختلف في الشوط الثاني بعدما غير أنشيلوتي الطريقة إلى 4-2-3-1 ووضع ثقته في التركي أردا جولر.
عاد بيلينجهام ليشغل مركز لاعب الارتكاز بجوار تشواميني، ليقدم الإنجليزي الدولي واحدة من أفضل مبارياته مع ريال مدريد هذا الموسم.
وفي الأمام تواجد كيليان مبابي، وخلفه فينيسيوس يسارا ومودريتش في العمق وأردا جولر يمينا، كما أن التركي كان يدخل للوسط لتسلم الكرة وبناء اللعب.
وأجاد هذا الرباعي الضغط بشراسة على دفاع برشلونة، وهدد مرمى تشيزني بأكثر من محاولة خطيرة خلال أول ربع ساعة، ليقلب الريال النتيجة لصالحه في غضون 7 دقائق، بفضل تغييرات أنشيلوتي الإبداعية وتخليه عن التقليدية.
فالبديل مبابي سجل الهدف الأول من ركلة حرة مميزة، وصنع جولر الهدف الثاني للملكي.
واستعاد وسط ملعب الريال عافيته وتفوق على بيدري ودي يونج وأولمو في معارك بدنية عديدة، ما دفع فليك للتدخل السريع باستبدال هذا الثلاثي، لإنقاذ الموقف بإشراك فيرمين لوبيز وجافي وإيريك جارسيا.
أزمة الموسم
يعاني ريال مدريد من أزمة واضحة على مستوى العامل البدني وكثرة الإصابات منذ بداية الموسم، ما دفع أنشيلوتي لتغيير مراكز بعض اللاعبين والاستعانة بالصف الثاني والثالث في بعض الأحيان.
ووضح أن الريال لم يكن جاهزا بدنيا بالشكل الكافي، حيث بدأ مبابي اللقاء على مقاعد البدلاء، وغادر فيرلاند ميندي بعد 10 دقائق فقط متأثرا بإصابة عضلية.
 
كما اضطر كارلو أنشيلوتي للاستغناء عن فينيسيوس جونيور، بسبب الإصابة، في توقيت كانت الكفة الفنية فيه شبه متساوية بين الفريقين، قبل اللجوء للشوطين الإضافيين.
وغادر المدافع الألماني أنطونيو روديجر أيضا في الشوط الإضافي بعدما نفدت قواه البدنية، ما كان سببا في تحمله مسؤولية هدف التعادل لفيران توريس.
وكانت هذه الأزمة سببا في تشويه الوجه المبدع لأنشيلوتي، الذي أظهره في الشوط الثاني، فكان التراجع البدني من أهم أسباب الهزيمة في الوقتين الإضافيين.
دروس فليك
كسب فليك التحدي الذهني في الكلاسيكو، ولم يهتز الفريق بتراجع مستواه في الشوط الثاني، وعاد للمباراة في توقيت قاتل، وانتزع اللقب في الشوط الإضافي.
كما واصل المدرب الألماني نصب مصيدة التسلل لنجوم ريال مدريد، التي حرمت الفريق الملكي من هدف لبيلنجهام وركلتي جزاء لفينسيوس جونيور في الشوط الأول، وكيليان مبابي في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني.
لكن المدير الفني لبرشلونة سيكون أمام تحد قبل مواجهة إنتر في نصف نهائي دوري الأبطال، حيث أظهر كلاسيكو الكأس مشكلة فنية في تعامل مدافعيه وحارس المرمى تشيزني مع الكرات الثابتة، التي سجل منها ريال مدريد هدفيه.
كما أن اللاعب الشاب جيرارد مارتن لم يثبت كفاءة تامة في الجهة اليسرى بسبب كثرة تمريراته الخاطئة، ما أضاف عبئا بدنيا ودفاعيا أكبر على رافينيا.
وبدا واضحا أيضا معاناة وسط برشلونة بدنيا، حال الاعتماد على دي يونج وبيدري وأولمو دفعة واحدة، حيث تراجع مستوى الثلاثي بشكل ملحوظ في الشوط الثاني، ويحتاج أيضا لتحسين مستوى البدلاء خاصة فيرمين لوبيز، الذي عابته كثرة التمريرات الخاطئة بعد نزوله.
ويبقى أيضا رهان فليك على فيران توريس محفوفا بالمخاطر في ظل إصابة روبرت ليفاندوفسكي، بينما كان المهاجم الشاب باو فيكتور ضعيفا بدنيا وذهنيا رغم مشاركته لدقائق قليلة في الشوط الإضافي الثاني.


اقرأ أيضًا:  رابطة الدوري الجزائري تؤجل مباراة قسنطينة ضد وهران بسبب مواجهة نهضة بركان

خالد بن عبدالله الشمري

مالك ومؤسس موقع "ميدان الأخبار"، اركز على تقديم الأخبار والتقارير بشكل متنوع وشامل، لدي خبرة تزيد عن عشر سنوات في مجال الإعلام، حيث عملت كمحرر ومراسل في عدة مؤسسات إعلامية بارزة, وأهدف من خلال موقعي إلى تقديم محتوى غني يعكس اهتمامات المجتمع في مجالات متنوعة مثل الثقافة، الرياضة، والتكنولوجيا، مما يعزز الوعي والمعرفة لدى الجمهور العربي. [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى