
أعرب رئيس مجلس الوزراء الأسبق سمو الشيخ د. محمد الصباح، عن فخره بأن تكون السفيرة نبيلة الملا أول سفيرة كويتية ترأست منظمات أممية، موضحاً أنها عاصرت أصعب المراحل وأبلت بلاء حسناً، وتولّت العديد من المناصب «بذراعها» وليس لأنها امرأة.
جاء ذلك خلال ملتقى «الدبلوماسية… مذكرات أول سفيرة كويتية» للسفيرة نبيلة الملا، الذي نظمه معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي برعاية وزير الخارجية عبدالله اليحيا، وحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي ونخبة من الشخصيات الدبلوماسية وأعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي.
من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون المعهد الدبلوماسي، السفير ناصر الصبيح، أن السفيرة نبيلة الملا صنعت تاريخاً مميزاً، كونها أول امرأة كويتية وخليجية تُعين سفيرة، وأول عربية تترأس مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، فضلاً عن كونها أول مندوبة دائمة لدولة عربية لدى الأمم المتحدة في فيينا.
الملا: التفكير السياسي المتوازن وتغليب المنهج العملي ضروريان لتحقيق النجاح
وأشار الصبيح إلى أن السفيرة نبيلة الملا تنتمي لأسرة كويتية عريقة لها جذور راسخة في التاريخ السياسي الكويتي منذ أوائل القرن العشرين، مشيداً بما وثقته الملا من محطات مفصلية مثل دعم حركات التحرر، الحرب العراقية – الإيرانية، الغزو العراقي للكويت، ورئاستها لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط ظروف إقليمية حساسة.
وأضاف الصبيح، أن الكتاب الذي أصدرته السفيرة نبيلة الملا يشكل «منارة هدى» وإلهاماً للأجيال المقبلة من الدبلوماسيين، لما يحتويه من تجارب عميقة ومسيرة مهنية حافلة امتدت أكثر من ثلاثة عقود.
بدورها، قالت السفيرة الملا في حوار مفتوح مع الدبلوماسيين إن تجربتها التي امتدت ثلاثة عقود في وزارة الخارجية مكّنتها من تجاوز العديد من الحواجز الرسمية والمعوقات الشخصية، مشيرة إلى أن التفكير السياسي المتوازن وتغليب المنهج العملي ضروريان لتحقيق النجاح.
وأوضحت أن عملها تركّز في إعداد التقارير ومتابعة التطورات السياسية ومتابعة مشاريع القرارات في منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى مشاركتها في طرح قضايا الكويت في المحافل الدولية، مبينة أهمية التقييم الموضوعي للأحداث والتنسيق الفعال لمواجهة الأزمات واتخاذ القرارات الحاسمة بما يخدم المصلحة الوطنية.
وأضافت الملا أن الكتاب لا يقتصر على سرد الوقائع، بل يقدم رؤى لكيفية التعامل مع الأزمات وصنع القرار الدبلوماسي، مستعرضة مشاركاتها الفاعلة في محطات مهمة مثل إنشاء القوات الدولية بلبنان عام 1978، والتصدي للغزو العراقي للكويت عام 1990، والتعامل مع الملف النووي الإيراني عام 2003.