هاي كورة (بقلم خافيير سيليس – as)
كانت ليلة كروية لا تُنسى، ضمن نصف نهائي مشوّق ترك كل الاحتمالات مفتوحة.
مواجهة برشلونة وإنتر ميلان قدّمت عرضًا فنيًا مبهرًا استمتع به الجميع، وبرز خلالها ثلاثي فني بارز، النجم الشاب لامين يامال، والمدرب الإيطالي إنزاغي، والألماني العنيد هانز فليك، الذي جسّد بأسلوبه ما يعنيه الإيمان المطلق بفكرة كروية واحدة.
إنتر لم يأتِ ليُكمل الحضور، بل باغت برشلونة سريعًا، وكأن الفريق الكتالوني لم يفق بعد من البداية حتى وجد نفسه متأخرًا بهدف.
صاغ إنزاغي مشهدًا تكتيكيًا دقيقًا، ثنائي هجومي مباشر (لاوتارو وتورام) في مواجهة ثنائية دفاعية (كوبارسي وإنييغو).
لم يهرب فليك من هذا التحدي، بل واجهه بثقة، رغم أنه أبقى الظهيرين بمواجهة مباشرة مع أجنحة إنتر، وهي مخاطرة تُكلف كثيرًا أمام خصم منظم.
وبالفعل، دفع برشلونة الثمن عبر تحركات دومفريس وتورام، وزادت مشكلاته سوءًا في الكرات الثابتة، وهي نقطة ضعف مستمرة تهدد حلم الثلاثية.
لكن فليك لم يعرف طريق الانكسار. فريقه نهض بقوة، واستعاد الزخم بفضل تألق لامين يامال، الذي قدّم واحدة من أجمل مبارياته.
بتمريرات سريعة وتحولات ذكية، وجد برشلونة طريقه نحو مرمى الخصم، وشكّل يامال جبهة حارقة ضد دي ماركو أربكت دفاع إنتر.
أدار بيدري الإيقاع، رافينيا تألق باختراقاته، وفيران تحرك بذكاء داخل المنطقة.
أما الضغط بعد فقدان الكرة، فكان سلاحًا فعّالاً لخنق المرتدات الإيطالية، وحده أولمو بدا خارج الإيقاع، محاصرًا بين خطوط دفاع الخصم.
في الشوط الثاني، تحرّك إنزاغي بذكاء، وغيّر ديناميكية المباراة.
بات إنتر أكثر جرأة وتقدمًا، وأربك برشلونة الذي فقد السيطرة وأهمل الرقابة، مما منح إنتر فرصًا مباشرة نحو مرمى تشيزني.
ظهرت هشاشة الدفاع بوضوح، خاصة مع معاناة إنييغو على الجهة اليسرى، واستمرار تذبذب أراوخو في التمرير.
ورغم كل ذلك، لم يتخلّ برشلونة عن أسلوبه الهجومي، متمسكًا بروح المغامرة التي ينادي بها فليك.
المدرب الألماني، المعروف بتشدده الفكري، لا يرى في كرة القدم سوى طريقة واحدة، الهجوم، الضغط، والوفاء للفكرة حتى النهاية. قد يخسر أو ينتصر، لكنه لن يخون قناعاته.
رافينيا كان نموذجًا لهذا الفكر، بتحركاته في المنطقة بين قلب الدفاع والجناح المساحة الأصعب في منظومة دفاع بخمسة لاعبين ليؤكد أن فليك لا يراوغ حين يتعلق الأمر بالمبادئ.
