

المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم داخل القاعة
عمرو البوطيبي – هبة سبور
بتتويجه بلقب كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، يكون المنتخب الوطني المغربي للسيدات قد كتب صفحة ذهبية في تاريخ الرياضة النسوية المغربية، وحقق إنجازًا غير مسبوق يعكس حجم التطور الذي تشهده اللعبة على الصعيد المحلي، والتخطيط الاستراتيجي الذي وضعته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للنهوض بكرة القدم النسوية بشكل عام.
الفوز على منتخب تانزانيا في المباراة النهائية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل جماعي منسق، شمل التكوين، التحفيز، وبرمجة مباريات إعدادية نوعية، إلى جانب الثقة التي منحها الجهاز الفني للاعبات الشابات. وقد بدا واضحًا أن المنتخب الوطني دخل المنافسة بثقة في النفس، وانضباط تكتيكي، وجرأة هجومية تؤكد جاهزية ذهنية وبدنية عالية.
الأهم من التتويج هو ما يحمله هذا الفوز من دلالات: فالمغرب لم يعد مجرد مشارك في البطولات القارية، بل بات من كبار المنافسين على الألقاب، حتى على مستوى الفئات التي ظلت لسنوات طويلة خارج دائرة الضوء، مثل كرة القدم داخل القاعات للسيدات.
هذا الإنجاز يُعد دعوة مفتوحة لمزيد من الاستثمار في الرياضة النسوية، وتوسيع قاعدة الممارسة، وخلق دوريات منتظمة على المستويين المحلي والجهوي، لأن التتويج القاري يجب أن يكون نقطة انطلاق وليس محطة وصول.
الرهان القادم سيكون الحفاظ على هذا الزخم، وضمان الاستمرارية عبر ضخ عناصر جديدة وتوفير ظروف احترافية، استعداداً للاستحقاقات الدولية المقبلة.