
المملكة تسجل تاريخا حافلا في إجراء عمليات فصل التوائم لـ 149 حالة من 27 دولة
إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بدأت اليوم (الأربعاء)، عملية فصل التوأم الطفيلي المصري “محمد عبدالرحمن جمعة”، وعمرهما 7 أشهر، و28 يومًا، وذلك في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في الرياض.
من المقرر أن تجرى العملية على مراحل وتستغرق حوالي 11 ساعة
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي التابع للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة د. عبدالله الربيعة، أن التوأم الطفيلي المصري قدما إلى المملكة في شهر مارس الماضي، وبعد دخول التوأم إلى مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، قام الفريق الطبي بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتبين له أن التوأم الطفيلي ملتصق مع التوأم محمد في جهة الظهر بأسفل الصدر والبطن والحوض.
وبيَّن أن التوأم الطفيلي الآخر لا يملك فرصًا للنجاة نظرًا لعدم وجود مقومات الحياة له مثل: القلب، والرأس، ولوجود عيوب خلقية تعيق الحياة ولا يمكن تصحيحها، إضافة إلى عدم تخلّق الكلى والجهاز البولي والتناسلي ووجود قصور كبير في الأمعاء، مفيدًا أنه تم إبلاغ هذه المعلومات لوالدي الطفل.
ومن المقرر أن تجرى العملية على مراحل وتستغرق حوالي 11 ساعة، ويشارك فيها 26 من الاستشاريين والأخصائيين والكوادر التمريضية والفنية من تخصصات التخدير وجراحة الأعصاب وجراحة الأطفال وجراحة التجميل وبقية التخصصات المساندة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تعد من العمليات الدقيقة ونسبة نجاحها تزيد على 70%.
وأكد الربيعة أن التحديات التي تواجه الفرق الطبي تكمن في اشتراك قناة الحبل الشوكي بينهما، وسوف يتم استخدام الفحص التخطيطي العصبي والميكروسكوب الجراحي؛ لضمان دقة العملية.
وأفاد أن هذه العملية تُعد رقم 63 في سجل البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، الذي تمكن خلال مسيرته الممتدة منذ عام 1990م وحتى الآن من دراسة 149 حالة من 27 دولة.
ورفع رئيس الفريق الطبي والجراحي ونيابة عن زملائه في الفريق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما يقدمانه من دعم للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، مؤكدًا أن هذا الدعم أتاح للفريق الطبي السعودي تقديم أفضل معايير الرعاية الطبية، والارتقاء بجودة الحياة للأطفال المستفيدين وعائلاتهم.
ولفت إلى أن البرنامج سيواصل تطوير خبراته وبروتوكولاته العلاجية، ونقل هذه المعرفة إلى الكوادر الطبية في الداخل والخارج، بما يُسهم في توسيع أثره الإنساني، ويعزز من مكانة المملكة بوصفها مركزًا عالميًا للتميّز الطبي في مجال التوائم الملتصقة وغيرها من المجالات الحيوية، سائلًا المولى عز وجل أن يبارك في جهود القيادة الرشيدة، مثمنًا جهود زملائه المشاركين في هذا العمل الإنساني النبيل.