رياضة

لابورتا .. سبب توديع برشلونة لدوري الأبطال!

(فرانسيس اغيلار – الموندو ديبورتيفو ) مقال صحفي

” يبدو أن الخروج الأوروبي المتكرر لنادي برشلونة لم يكن فقط نتيجة أداء داخل المستطيل الأخضر، بل هو أيضًا ثمرة غياب النفوذ خارج الملعب. في عالم كرة القدم الحديثة، لم تعد المهارات التكتيكية والفنية وحدها كافية لتحقيق النجاح، بل أصبح التأثير في “الممرات الخلفية” وكواليس السلطة الكروية عنصرًا حاسمًا في تحديد المصير الأوروبي للأندية الكبرى.

لطالما كان لبرشلونة حضور مؤثر داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، من خلال شبكة علاقات قوية وشخصية مع أعضاء اللجان والحكام. لكن تلك “الممرات” التي اعتاد النادي الكتالوني التحرك فيها قد أُغلقت أو فقدت فعاليتها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أضعف موقفه في المناسبات الكبرى.

دخل برشلونة معترك دوري أبطال أوروبا هذا الموسم دون تجهيز سياسي أو مؤسساتي لمواجهة التحديات، خاصة مع تعيين طواقم تحكيمية معروفة بمواقف سلبية سابقة تجاهه. وهو أمر يطرح تساؤلات حول مدى وعي الإدارة بضرورة التحرك في الأروقة المؤثرة، وليس فقط في ساحات التدريب والمؤتمرات الصحفية.

يقول الإيطالي كارلو دي غاوديو: “يمكنك الفوز بالمباريات في الملعب، لكن أيضًا في الممرات والمكاتب”، هذه المقولة تلخص واقع اللعبة اليوم، ولعل ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، يُعدّ من أبرز الأمثلة على كيفية الجمع بين القوة الرياضية والإدارية، من خلال حضوره القوي في دوائر القرار داخل الاتحاد الأوروبي.

الخسارة أمام إنتر ميلان لم تكن فقط بسبب أخطاء دفاعية وقلة نضج في إنهاء الفرص، بل أيضًا بسبب قرارات تحكيمية جدلية، الحكم البولندي شيمون مارشينياك، الذي قاد اللقاء، أدار المباراة إلى جانب طاقم فار بقيادة الهولندي دينيس هينغلر، في أداء أثار الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا في ظل عدم وجود ضغط مسبق من جانب النادي على اللجان المختصة.

اقرأ أيضًا:  قبل النهائي.. نتائج متساوية بين ليفربول ونيوكاسل في كأس الرابطة الإنجليزية

برشلونة لم يقم بأي تواصل مؤثر مع مسؤولي التحكيم في الاتحاد الأوروبي، وهو ما وضعه في موقف ضعف، كما أن غياب قنوات اتصال فعالة مع لجنة الحكام ورئيسها، روبرتو روسيتي، جعل النادي مكشوفًا أمام قرارات تحكيمية غير متزنة.

رئيس النادي، خوان لابورتا، حاول إصلاح العلاقات مع رئيس الاتحاد الأوروبي، ألكسندر تشيفرين، خصوصًا بعد أزمة دوري السوبر الأوروبي، وذلك خلال لقاء سابق في ليوبليانا، لكن رغم هذا التقارب المؤقت، يبدو أن تأثير برشلونة المؤسسي لم يعد كما كان، وفقد الكثير من قدرته على المناورة في الكواليس.

في الختام، على برشلونة أن يدرك أن التتويج الأوروبي اليوم يتطلب أكثر من مجرد جودة اللاعبين، فكما تُبنى الفرق على أرض الملعب، تُبنى الانتصارات أيضًا في الكواليس، حيث تُدار التحالفات وتُصاغ النفوذ.

وإذا لم يتحرك النادي لاستعادة موقعه داخل الممرات الخلفية لصناعة القرار الكروي، فقد يخسر معاركه قبل حتى أن تُطلق صافرة البداية.”.

خالد بن عبدالله الشمري

مالك ومؤسس موقع "ميدان الأخبار"، اركز على تقديم الأخبار والتقارير بشكل متنوع وشامل، لدي خبرة تزيد عن عشر سنوات في مجال الإعلام، حيث عملت كمحرر ومراسل في عدة مؤسسات إعلامية بارزة, وأهدف من خلال موقعي إلى تقديم محتوى غني يعكس اهتمامات المجتمع في مجالات متنوعة مثل الثقافة، الرياضة، والتكنولوجيا، مما يعزز الوعي والمعرفة لدى الجمهور العربي. [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى