
أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، بوجود توقعات متزايدة لحدوث تقدم ملحوظ في المفاوضات المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، وتأتي هذه التوقعات في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي يُنظر إليها على أنها قد تمثل فرصة لتعزيز الجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الشأن.
توقعات بتحركات دبلوماسية مكثفة:
تشير التقارير إلى أن زيارة ترامب قد تدفع الأطراف المعنية إلى تكثيف جهودها للتوصل إلى اتفاق، خاصة مع الضغوط الأمريكية المحتملة على إسرائيل وحماس. ويعتقد بعض المراقبين أن وجود شخصية مثل ترامب في المنطقة قد يساهم في خلق زخم جديد للمفاوضات، وقد يؤدي إلى تقديم تنازلات من كلا الجانبين.
غموض يحيط بتفاصيل المفاوضات
لا تزال تفاصيل المفاوضات الجارية غير واضحة، ولم يتم الكشف عن أي مؤشرات ملموسة حول طبيعة التقدم المحتمل. ومع ذلك، فإن التوقعات المتزايدة بحدوث تقدم تشير إلى وجود حراك دبلوماسي مكثف خلف الكواليس
ورأت صحيفة هآرتس العبرية أن التلويح بخيار التصعيد العسكري قد يكون جزءًا من استراتيجية إسرائيلية للضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات في المفاوضات. سلطت صحيفة “هآرتس” العبرية الضوء على الدور الذي قد تلعبه التهديدات الإسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة في سياق المفاوضات الجارية بشأن المحتجزين الإسرائيليين.
وذكرت الصحيفة في تحليل لها أن التلويح بخيار التصعيد العسكري في هذا الوقت من قبل إسرائيل قد يمثل جزءًا من استراتيجية مدروسة تهدف أن التلويح الإسرائيلي بخيار التصعيد العسكري يهدف بشكل أساسي إلى إظهار جدية تل أبيب في مساعيها لاستعادة مواطنيها الأسرى لدى حركة حماس .
محمود عباس يعلن رفض الخطة الأمريكية في غزة
ومن ناحيته أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضه القاطع لإقامة إدارة أمريكية في قطاع غزة، قائلا إن الجانب الفلسطيني أبلغ واشنطن بذلك. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعلن عباس، رفضه لأي مشاريع تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة أو فرض إدارة أمريكية داخل القطاع، في إشارة إلى ما ورد في تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اقترح فيها “بناء ريفييرا فرنسية جديدة في غزة” عبر تهجير سكانها الأصليين.
وقال الرئيس الفلسطيني، في المؤتمر: “نرفض رفضا قاطعا فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من غزة كما طرحها ترامب عندما أعلن أنه لابد من تهجير أهل غزة ليبني محلهم ريفييرا فرنسية جديدة في غزة”. وتابع: “طبعا هذا هراء ولا يمكن أن نقبل به ولذلك رفضناه رفضا قاطعا وأبلغناهم أن هذا الموضوع لا يمكن أن نقبل به”.
فكرة لإقامة إدارة في غزة من الأمريكان
وواصل الرئيس الفلسطيني قائلا: “سمعنا مؤخرا أيضا أن هناك فكرة لإقامة إدارة في غزة من الأمريكان. أيضاً نحن نرفض هذا رفضا قاطعا وأبلغنا الأمريكان بذلك”. وشدد الرئيس الفلسطيني محمو عباس على أنه “لا يحق لا للأمريكيين ولا غيرهم أن يكونوا في قطاع غزة. نحن يجب أن نعود إلى قطاع غزة، ونحن قادرون على أن نحكم هذه المنطقة”.
وأردف “بالتالي، على الأمريكيين إما أن يساعدوا أو يتخلوا عن هذه الأفكار”. ويعد هذا أول تعليق للرئيس الفلسطيني على ما تم تداوله بشأن مقترح “إدارة أمريكية” مزعومة لقطاع غزة، وفي سياق متصل، وجّه عباس، الشكر لروسيا “على مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، سواء في الدعم السياسي أو الاقتصادي”.
وأكد ضرورة “التمسك بالشرعية الدولية كأساس لحل القضية الفلسطينية وقيام دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف”. وأوضح عباس، أن المساعدات الروسية الأخيرة، المتمثلة في شحنة قمح تبلغ 30 ألف طن مخصصة لغزة، تمثل بلسما للشعب الفلسطيني في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي أودت بحياة أكثر من 51 ألف شخص، وخلّفت أكثر من 150 ألف جريح وآلاف المفقودين، ومنذ 25 يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية، ومؤخرا تحدثت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة وإسرائيل “ناقشتا إمكانية قيادة واشنطن لإدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب، إلى أن يصبح القطاع منزوع السلاح ومستقراً، وظهور إدارة فلسطينية قادرة على العمل”.
. .mpmd