
في إنجاز علمي جديد يعكس تطور البحث العلمي في الكويت، نشر فريق من العلماء الكويتيين من جامعة الكويت ومعهد دسمان للسكري مقالاً علمياً في مجلة لانست للسكري والغدد الصماء، بعنوان «هل يجب خفض عتبات التشخيص لمرض السكري؟ رؤى من منطقة الشرق الأوسط»، يتناول قضية حيوية تتعلق بصحة ملايين الأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتزايد معدلات انتشار السكري.
وقاد الفريق أستاذ طب الجينوم في الجامعة والمعهد، د. حمد ياسين، بمشاركة كل من د. براك الأحمد، ود. فهد الملا، ود. فيصل الرفاعي. وتكمن أهمية هذه الدراسة في دعوتها إلى إعادة النظر في مستويات الجلوكوز التشخيصية لمرض السكري، بهدف الكشف المبكر عن الأفراد المعرضين للإصابة، وتقديم التدخلات الوقائية والعلاجية قبل تطور المرض.
وتشير البيانات الواردة في المقال إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال العقود الماضية، حيث يعاني في الكويت نحو 8 من كل 10 بالغين من زيادة الوزن أو السمنة، بينما يعيش واحد من كل 5 أشخاص مع مرض السكري.
وتعكس هذه الأرقام واقعاً صحياً يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة للوقاية والعلاج، فارتفاع معدلات السكري في الكويت ليس مشكلة معزولة، بل هو جزء من أزمة إقليمية تؤثر على دول مجلس التعاون الخليجي بأكملها.
ويستند المقال إلى فكرة بسيطة تتمثل بالكشف المبكر عن الأفراد المعرضين للإصابة بالسكري، والذي يمكن أن يسهم بتقليل العبء الصحي للمرض.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام النقاشات العلمية حول فعالية تعديل مستويات التشخيص لمرض السكري في الحد من انتشاره.
وفي تصريح له، قال ياسين إن «نشر هذا المقال في مجلة لانست للسكري والغدد الصماء يعد تتويجاً لجهود الفريق البحثي ودليلاً على مستوى التميز العلمي الذي يتمتع به باحثونا في الكويت».
وأضاف ياسين أن «هذا النشر يعكس قدرة المؤسسات الأكاديمية والبحثية الكويتية على المساهمة في النقاش العلمي العالمي حول قضايا الصحة العامة، ونأمل أن يُسهم هذا البحث في توجيه السياسات الصحية نحو التشخيص المبكر والتدخل الفعّال».
وأكد أن جامعة الكويت ومعهد دسمان للسكري أثبتا مجدداً قدرتهما على إنتاج مقالات علمية ذات جودة عالية تحظى بتقدير عالمي، حيث يساهم هذا النشر في تعزيز سمعة الكويت كمركز علمي وبحثي في المنطقة، ويفتح الأبواب أمام المزيد من التعاون العلمي والدولي.