
تتكون “البيوت المحمية” من هياكل معدنية تتشكل بأقواس مغطاة بمواد شفافة
برزت العديد من الأنظمة الجديدة في قطاع الزراعة، تسهم في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، على رأسها “البيوت المحمية”، والتي توفر البيئة المناسبة لنمو النباتات بعيدًا عن التقلبات المناخية والآفات الزراعية.
وتتكون “البيوت المحمية” من هياكل معدنية تتشكل بأقواس مغطاة بمواد شفافة مثل البلاستيك أو الزجاج، تسمح بمرور الضوء وتعمل على حماية النباتات من الظروف المناخية القاسية، مثل الحرارة العالية أو الصقيع أو الرياح القوية، وتسهم بشكل عام في زيادة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل على مدى العام.
تتنوع البيوت المحمية حسب التصاميم والخامات المستخدمة
وتتنوع البيوت المحمية حسب التصاميم والخامات المستخدمة، فمنها البيوت البلاستيكية، وهي الأنواع الأكثر شيوعًا كونها اقتصادية وسهلة التركيب، وبعدها البيوت الزجاجية التي تعد أكثر تكلفة من غيرها لكنها توفر عزلًا حراريًا جيدًا وإضاءة مثالية، وآخرها البيوت المعدنية أو الهيكلية التي تُستخدم غالبًا في المشاريع التجارية الكبيرة، وتتميز بطول عمرها.
ولا تحتاج الزراعة في البيوت المحمية إلى زيادة الأيدي العاملة، كما أنها توفر إمكانية الزراعة على مدى السنة، وتقلل الاعتماد على المبيدات، ومن أهم التحديات التي تواجه المزارعين ارتفاع تكلفة التأسيس والصيانة، والحاجة إلى تدريب متخصصين لإدارة البيوت المحمية بكفاءة، ومشاكل صيانة التهوية المتكررة.
وتتيح هذه الأساليب الحديثة للمزارعين ترشيد الاستهلاك للمياه والتحكم في العوامل المناخية، مثل الحرارة والرطوبة والإضاءة، مما يساعد على إنتاج المحاصيل وجودة المنتجات وزيادتها في غير مواسمها المعهودة.
كما توفر “البيوت المحمية” حماية للنباتات من الآفات والأمراض، وهو ما جعلها خيارًا إستراتيجيًا في كثير من الدول لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي.
وفي هذا الصدد، يوضح أحد المزارعين أن استخدام البيوت المحمية بدأ قبل 15 سنة، وأسهم ذلك في تضاعف الإنتاج، مؤكدًا أنه اكتسب خبرة كبيرة في استخدامها وتسويق منتجاتها بالأسواق، والقدرة على إضافة أصناف جديدة كالفراولة والفلفل بأنواعه والطماطم والخيار والكوسة.
وأوضح أن “البيوت المحمية” ساعدت على تقليل استخدام المبيدات، لأن السيطرة على بيئة البيت المحمي أسهل من السيطرة على البيئة الخارجية.
وتُعَدّ “البيوت المحمية” مستقبل الزراعة في كثير من المناطق بالمملكة، مع توفير الدعم والتسهيلات التي تقدمها القيادة للمزارعين، حيث أصبحت تقوم بدور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين دخل المزارعين، وتحقيق رؤية المملكة 2030.