
قال الدكتور أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة ترامب للشرق الأوسط تمثل نقطة محورية وأساسية في السياسة الأمريكية بسبب ثرواته النفطية التي تعتبر من أهم مصادر الطاقة في العالم.
أهمية الشرق الأوسط في السياسة الأمريكية
وأكد في تصريح خاص لـ “الحرية” أن هذه الموارد تجعل المنطقة مركزًا مهمًا للولايات المتحدة، خاصة في سياق التنافس مع روسيا والصين على النفوذ في المنطقة. وأكد العناني أن الولايات المتحدة ترى أن مصالحها الاقتصادية والسياسية تعتمد بشكل كبير على استمرار حضورها القوي في الشرق الأوسط.
وأشار العناني إلى أن زيارة ترامب إلى السعودية تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، وتعتبر خطوة استراتيجية هامة لدعم المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأوضح أن ترامب يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الخليج من خلال صفقات ضخمة وصلت إلى 400 مليار دولار، في مجالات متنوعة تشمل التجارة والاستثمارات.
وعلى الصعيد السياسي، أكد العناني أن الزيارة تهدف أيضًا إلى منع تمدد النفوذ الروسي والصيني في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في المنطقة.
موقف أمريكا من الملف السوري
وأوضح العناني أن أحد المحاور الرئيسية لهذه الزيارة هو الملف السوري، حيث من المتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات نحو رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بالتزامن مع ضمانات خليجية تُقدم من قبل دول الخليج لدعم استقرار سوريا.
وأكد الدكتور العناني أن رفع العقوبات سيكون مشروطًا بتعهدات من الحكومة السورية بالتحكم في الجماعات الإرهابية، وضمان استقرار البلادن مشيرًا إلى أن السعودية تسعى إلى دعم سوريا اقتصاديًا في إطار جهودها لوقف النفوذ الإيراني في المنطقة، مع تفعيل الضغوط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات على الصعيدين السياسي والأمني.
وأكد العناني أن الزيارة لا تخلو من التحديات، حيث ستراقب الولايات المتحدة عن كثب مدى التزام سوريا بالشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والاستقرار الداخلي.
وأوضح أن الولايات المتحدة تظل حريصة على ضمان أن يكون هناك دمج لكافة المكونات السورية في الحكومة المقبلة، بما يضمن استمرار استقرار المنطقة.
ولفت العناني إلى أن الولايات المتحدة ستظل تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وقد ترفع العقوبات تدريجيا بشرط تنفيذ الحكومة السورية لكافة الشروط التي تم الاتفاق عليها.
أمريكا تسعى للحفاظ على نفوذها
ولفت إلى أن هذه الزيارة تمثل خطوة هامة في مساعي الولايات المتحدة للحفاظ على نفوذها في المنطقة، مع ضمان عدم انتقال هذا النفوذ إلى إيران أو روسيا.
وأكد العناني أن زيارة ترامب تعد خطوة استراتيجية تعكس حرص الولايات المتحدة على تعزيز مصالحها في الشرق الأوسط، وتستهدف الحفاظ على هيمنتها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، فيما تراقب عن كثب ردود الفعل السورية والإقليمية على الشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: هشام عناني لـ “الحرية”: النفط وراء اهتمام ترامب بالشرق الأوسط.. ولقاؤه بالشرع رسالة لدعم إسرائيل في سوريا
. .75wo