في استعدادٍ مهيب لموسم الحج 2025، رفعت الهيئة العامة الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة لحمايتها من التلف، بينما أطلق المسجد النبوي مبادرة “خدمة زائرينا شرف لمنسوبينا” لإثراء تجربة الحجاج الإيمانية، مع اقتراب موسم الحج، شهدت الكعبة المشرفة واحدة من أقدس طقوس الصيانة السنوية، حيث قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بـرفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة بارتفاع ثلاثة أمتار، وهي خطوة تقليدية تهدف إلى الحفاظ على هذا الرمز الإسلامي العظيم من التلامس المباشر أو التلف بسبب كثافة الطواف خلال موسم الحج.
خطوات رفع كسوة الكعبة 2025
شملت العملية إزالة الأجزاء السفلية من الكسوة، وفصل أركانها الأربعة، ثم رفعها وتثبيتها، قبل تغطية الجزء المرفوع بقماش قطني أبيض بعرض مترين يحيط بالكعبة من كل الجهات. كما تمت إعادة القناديل الذهبية إلى مواضعها بدقة، لتكتمل الصورة المهيبة التي ينتظرها المسلمون في كل بقاع الأرض.
ويحمل هذا المشهد رسالة واضحة: العناية بكسوة الكعبة لا تنبع فقط من قيم الجمال، بل من وعي عميق بأهمية صيانتها في ظل الازدحام الروحاني الذي يحيط بها طوال موسم الحج.
حماية الكسوة دلالة دينية وواقعية
رفع جزء من الكسوة ليس مجرد مظهر احتفالي، بل هو ضرورة واقعية لحمايتها من الضرر، إذ يحرص آلاف الحجاج على لمس الكعبة والطواف بالقرب منها. ولذلك، يُعتبر هذا الإجراء السنوي وسيلة فعّالة لحماية الكسوة التي تُفصّل من أفخم أنواع الحرير وتُطرّز بخيوط الذهب والفضة.
مبادرات المسجد النبوي ترحيب يليق بضيوف الرحمن
وبالتوازي مع الاستعدادات في مكة، أطلق رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، مبادرة “خدمة زائرينا شرف لمنسوبينا” في نسختها الثانية، موجهةً لخدمة الزائرين في المسجد النبوي.
وأكد السديس أن المبادرة تهدف إلى إثراء التجربة الروحانية للحجاج، من خلال خمسة مسارات متكاملة:
دعوية، إرشادية، توعوية، توجيهية، وإثرائية.
كما تتضمن المبادرة تقديم هدايا دينية مميزة تعزز من قيمة الزيارة وتُضفي عليها طابعًا روحانيًا خالدًا.
شعار الموسم: “توعية زائرينا شرف لمنسوبينا”
اختارت وكالة المسجد النبوي شعارًا مُعبّرًا لهذا الموسم:
“توعية زائرينا شرف لمنسوبينا”، وهو انعكاس حقيقي لحالة الإيمان والتفاني التي يتمتع بها منسوبو الحرمين، الذين يرون في خدمة الزائرين عبادة لا تقل شرفًا عن أداء المناسك نفسها.
كسوة الكعبة 2025… بداية موسم من الخشوع والخدمة
مع كل هذه التجهيزات، تبدأ كسوة الكعبة 2025 أولى فصولها بروحانية وجمال يليقان ببيت الله الحرام.
إنها ليست مجرد قطعة قماش، بل رمز لوحدة المسلمين ووجهتهم، ومحور طوافهم ودعائهم. ومع رفعها، ترتفع القلوب خاشعة… وتبدأ رحلة الحج في أبهى صورها.
