

هبة سبور_عمرو البوطيبي
مرة أخرى، يثبت يوسف العربي أن المهاجم الحقيقي لا يشيخ، بل ينضج كالذهب. فبخبرة الميدان وحدس الهداف الفطري، حسم العربي سباق الهدافين في الدوري القبرصي لموسم 2024-2025، متوَّجًا بجائزة “الهداف” عن جدارة بعد تسجيله 13 هدفًا بقميص أبويل نيقوسيا.
وفي موسم تنافسي حتى آخر رمق، تفوق المهاجم المغربي على أسماء وازنة مثل رافاييل لوبيز (أنورتوسيس)، كابريرا (آيك لارناكا)، ماريوش ستيمبينسكي (أومونيا)، وجايرو (بافوس)، الذين أنهوا الموسم برصيد 12 هدفًا لكل منهم.
التحاق العربي بالنادي القبرصي خلال الميركاتو الصيفي الماضي بدا للبعض خطوة نحو نهاية مسيرة، لكنه سرعان ما حوّلها إلى بداية فصل جديد من التألق. بعد نهاية عقده مع أولمبياكوس اليوناني، لم يأتِ إلى قبرص للسياحة الكروية، بل جاء ليواصل صناعة التاريخ، وهذه المرة بألوان أبويل.
في ملاعب قبرص، سطع اسم العربي كما سطع في فرنسا، إسبانيا، قطر، ثم اليونان. اللمسة الأخيرة، التمركز الذكي، والقدرة على تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، كلها صفات أكدت أن العربي لا يزال رقماً صعباً، رغم تقدمه في السن.
الجدير بالذكر أن هذا التتويج الفردي الجديد يُضاف إلى سجل طويل من الإنجازات، ويُجدد التأكيد على قيمة اللاعب المغربي في الدوريات الأوروبية. كما أنه يفتح المجال لتساؤلات مشروعة: هل اقترب يوسف العربي من نهاية المشوار، أم أن في جعبته المزيد ليقدمه في المواسم المقبلة؟
ما هو مؤكد حتى الآن، أن العربي لا يزال يكتب فصول المجد بأسلوبه الخاص، وأن شغفه بالشباك لم يخفت، بل زاده الوقت توهجًا.