

الكوكب المراكشي
هبة سبور-عمرو البوطيبي
بعد سنوات من الغياب، يعود الكوكب المراكشي إلى أحضان ملعبه التاريخي “الحارثي”، في خطوة تحمل أكثر من مجرد بُعد رياضي، بل تُجدد الصلة بين النادي وجمهوره، وتعيد الحياة لرمز من رموز الكرة المراكشية.
القرار الذي لقي ترحيبًا واسعًا بين جماهير “فارس النخيل”، يأتي في وقت يسعى فيه الفريق لاستعادة توازنه ومكانته الطبيعية ضمن كبار الكرة الوطنية. الملعب الحارثي، الذي احتضن أمجاد الكوكب في العقود الماضية، سيعود ليكون شاهداً على مرحلة جديدة يتطلع فيها أبناء مراكش إلى كتابة فصل جديد من المجد.
وفي الوقت الذي مثّل فيه الانتقال المؤقت إلى ملاعب أخرى ضرورة لسنوات، فإن العودة إلى “الحارثي” تمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، خاصة أن اللعب على أرضية مألوفة وفي قلب المدينة، يشكل عاملاً مهمًا في تعزيز ثقة اللاعبين، وتقوية الروابط مع الجماهير التي لم تتخلّ يوماً عن فريقها، رغم الصعوبات.
تاريخ عريق وحنين متجدد
ملعب الحارثي ليس مجرد منشأة رياضية، بل شاهد حي على فترات ذهبية من مسيرة الكوكب، من صولات وجولات في البطولة، إلى المشاركات القارية، مرورًا بنجوم صنعوا المجد وألهموا أجيالًا متعاقبة. واليوم، تعود تلك الأرواح لتُبعث من جديد، في ملعب يعرف كل تفاصيل الفريق، ويحتفظ بصدى هتافات عشاقه.
وتُراهن إدارة النادي على هذه العودة لتكون انطلاقة فنية وجماهيرية قوية، خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات مهمة تتطلب الاستقرار والدعم، داخل وخارج المستطيل الأخضر.
العودة إلى الحارثي ليست مجرد قرار لوجستي، بل استرجاع لهوية، ولمسة وفاء لتاريخ طويل صنعه الكوكب المراكشي بعرق رجاله وولاء جماهيره. فهل تكون هذه العودة إيذانًا بنهضة جديدة لـ”فارس النخيل”؟ الأيام كفيلة بالإجابة.