
إلى من علّمني الحب كما علّمني الشعر
إلى من غرس في قلبي معنى الحياه وأهداني دروس للدنيا
إلى من كان لي مصباحًا أضاء الطريق في عتمة العمر
إلى الكلمات التي شقّت جدار الليل وفتحت للنبض ممرًا نحو الحرية
إلى صديقي ورفيق أيامي، حتى بعد أن رحل إلى السماء..
أحمد فؤاد نجم…
أعلم أن بيني وبينه سنوات كثيرة وأجيال متباعدة لكن نجم لم يعرف المسافات.
كان دائم الحضور حيًّا بكلماته قريبًا بضحكته حاضرًا بروحه القوية التي لا يحدّها زمن.
أتذكّره دومًا كما عاش بيننا: يضحك ويبكي، يمزح ويصمت، يستمع إلينا نقرأ أشعاره ونرتّل كلماته
كان يترحم على الشيخ إمام ويتمنى لو كان حاضرًا بيننا، يسمع ويرى كيف لا تزال الكلمة قادرة على أن تصنع الفارق.
لو امتد بي العمر ما امتد فلن أجد في حياتي شخصًا استثنائيًا مثله.
حين أتممت الحادية والعشرين أهداني نسخة كاملة من أعماله كُتب عليها بخط يده:
“إلى إيمان… إلى أحفادها من بعد أولادها… مصركم حلوة أوي يا ولاد يا بختكم بيها
جدكم أحمد فؤاد نجم”
لم أكن أعلم آنذاك أن هذا الإهداء سيكون آخر ما أحتفظ به من أثره الشخصي.
لكنه ظل الأغلى والأقرب إلى قلبي والأبقى في ذاكرتي.
رحل نجم.. وترك لنا ما لا يُنسى: قصائد وأغانٍ، كلمات سترددها أجيالٌ قادمة
قد لا تعرف من كتبها لكنها ستشعر بصدقها.
فالكبار لا يرحلون بل يُقيمون في الوجدان.
فالزمن يمضي، أما نجم فباقٍ بيننا.
نجم الذي يري مصر بعين لا تشبه أعيننا
يراها امرأة جميلة متعبة لكنها تقاتل
يراها في الشوارع في المقاهي ، في الأغاني، في المساكن الشعبية والضحكات المكبوتة.
إلى الرجل الذي جعلني أعشق الشوارع، وأحب مصر من بين سطور القصائد،
إلى من أثبت لي أن الوطن لا يُكتب فقط في كتب التاريخ، بل يُكتب أيضًا في الأغاني، في الدموع وفي قصائده ..
شكرًا لأنك ستظل حيًّا في قلبي كما لو أنك لم ترحل يومًا..
. .kpsp