

في إنجاز غير مسبوق يُجسد الإرادة والعزيمة، تمكنت هند زمامة، سيدة الأعمال المغربية البالغة من العمر 50 عامًا، من كتابة اسمها بحروف من ذهب في سجل المغامرات الكبرى، بعد أن وصلت إلى قمة جبل إيفرست، أعلى نقطة على سطح الأرض بعلو يناهز 8,848 مترًا، وذلك خلال شهر ماي الجاري.
من توبقال إلى إيفرست.. مسار استثنائي
رحلة زمامة مع تسلق الجبال لم تبدأ من النيبال، بل انطلقت من قلب الأطلس الكبير، حيث خاضت أول تحدياتها عبر تسلق جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا. تجربة فتحت شهيتها لمغامرات أكبر، فواصلت مشوارها بتسلق قمة كليمنجارو في تنزانيا، التي ترتفع إلى 5895 مترًا، ثم قمة أكونكاغوا بالأرجنتين، أعلى جبل في نصف الكرة الجنوبي (6962 مترًا).
وفي غشت 2024، أضافت إنجازًا جديدًا لرصيدها بتسلق جبل إلبروز في روسيا، أعلى قمة في أوروبا بعلو 5642 مترًا، متغلبة على برد قارس وتضاريس وعرة خلال أربعة أيام فقط.
تحدي العمر والصور النمطية
ما يجعل إنجازات هند زمامة أكثر إلهامًا، أنها أم لثلاثة أطفال وجدة، لكنها لم تسمح لأي تصورات مجتمعية تقليدية أن تُعيق طموحاتها أو تحصر دورها. سعت لكسر القوالب الجاهزة التي تربط المغامرة بالشباب والذكور فقط، وأثبتت أن الإرادة لا تعترف بالعمر أو الجنس.
إيفرست.. التتويج الكبير
رحلتها نحو قمة إيفرست لم تكن فقط تحديًا جسديًا بل كذلك إنجازًا رمزيًا يعكس صمود المرأة المغربية وقدرتها على التألق عالميًا في ميادين لا تزال في الغالب حكرًا على فئة محدودة من المغامرين. بهذا الإنجاز، تنضم زمامة إلى نخبة نادرة من المغاربة والعرب الذين وصلوا إلى “سقف العالم”.
إلهام للجيل القادم
قصة هند زمامة ليست مجرد سلسلة من الإنجازات الجغرافية، بل دعوة مفتوحة للنساء وكل من يحمل حلماً، بأن النجاح ممكن مهما كانت الظروف. مغامراتها تمثل مصدر إلهام للجيل القادم من الفتيات، بأن لا حدود للأحلام حين يقترن الطموح بالإصرار.