

هاي كورة (بقلم مانو دي خوان – as)
يشهد ريال مدريد نهاية عصر أسطوري في خط وسط الميدان، مع رحيل آخر أعمدته وهو لوكا مودريتش، ليبدأ الفريق رحلة إعادة بناء وسط الميدان دون وجود خطة واضحة بعد.
لقد كانت حقبة مميزة في تاريخ النادي الملكي، شهدت وداع نجمين كبار هما كاسيميرو الذي رحل، وتوني كروس الذي اعتزل، والآن يغادر مودريتش بعد 13 عاماً من التألق والقيادة.
هذا الثلاثي الذي تشكل لأول مرة في موسم 2015-2016 مع بداية عهد زين الدين زيدان، كان العمود الفقري الذي صنع أربعة ألقاب من أصل ستة لدوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة.
في بداية تلك الحقبة، راهن زيدان على هذا الثلاثي لتحقيق توازن مثالي للفريق، ضحى من أجله بجيمس رودريغيز، وأطلق عليهم لاحقاً أنشيلوتي لقب «مثلث برمودا» بسبب قدرة الثلاثي على السيطرة على الكرة واختفائها من المنافسين.
مع هذا الثلاثي، أضاف ريال مدريد ثلاث كؤوس دوري أبطال جديدة، وكتب فصولاً خالدة من الإنجازات، كان آخرها لقب موسم 2021-2022 بقيادة فديريكو فالفيردي.
لكن كل شيء له نهاية، وبعد رحيل كاسيميرو وانتقاله إلى مانشستر يونايتد، وباعتزال كروس، لم يستطع الفريق تعويض الفجوة بسهولة.
خاصة أن مودريتش رغم تألقه، بدأ يتراجع دوره تدريجياً بسبب عمره وتأثير ضغط المباريات.
استثمر ريال مدريد 80 مليون يورو في تشواميني، لكنه لم يثبت بعد أنه البديل القوي، وتبحث الإدارة حالياً عن خيارات جديدة مثل إنزو فرنانديز، رودريغو، ماك أليستر، وغيرهم.
المهمة الآن ليست سهلة، فترميم خط وسط ريال مدريد بعد رحيل مودريتش يعني تحمل عبء الحفاظ على تاريخ مجيد وبناء مستقبل واعد في آنٍ واحد.
من يأتي يعرف جيداً أن مهمة التفوق على ما قدمه مودريتش خلال عقدٍ وثلاثة أعوام ستكون تحدياً ضخماً بلا شك.