تُواجه الأندية المغربية معاناة حقيقية كلما اضطرت إلى خوض مباريات قارية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتكرر العراقيل بشكل ممنهج، بدءاً من التأخيرات الطويلة وغير المبررة في المطارات، مروراً بسوء الاستقبال والإقامة، وصولاً إلى ظروف غير لائقة للتداريب والتنقل.
وتحوّلت هذه التجاوزات إلى سلوك شبه روتيني، تتعرض له الفرق الوطنية، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى احترام قواعد اللعب النظيف والمنافسة الشريفة في البطولات التي تُشرف عليها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF).
آخر هذه الحوادث ما تعرّض له نادي نهضة بركان، الذي بقي عالقًا لساعات في مطار زنجبار بسبب “عطل تقني” مزعوم، قبيل مواجهته الحاسمة ضد سيمبا التنزاني في نهائي كأس الكونفدرالية. تأخير خلف استياءً كبيرًا في صفوف البعثة البركانية التي عبّرت عن استغرابها من تكرار هذا السيناريو مع الأندية المغربية تحديدًا.
وتشير الأحداث إلى أن هذه العراقيل لم تعد مجرد “مصادفات”، بل باتت تمثل نوعًا من الضغط النفسي والمناورات غير الرياضية التي تلجأ إليها بعض الفرق أو الجهات المنظمة، بهدف التأثير على تركيز الفرق الزائرة.
وفي ظل هذه الممارسات المتكررة، يُنتظر من “الكاف” أن تتحرك بصرامة، وتفرض احترام الحد الأدنى من معايير التنظيم والضيافة، حمايةً لسمعة الكرة الإفريقية، وصونًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين.
ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى ستظل الفرق المغربية تؤدي ثمن التهاون في تطبيق القوانين، في قارة تسعى إلى الرقي كرويًا لكنها لا تزال مكبّلة بفوضى التنظيم وممارسات ما تحت الطاولة؟
