
ألقى عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، كلمة مسجلة في افتتاح المؤتمر الطلابي الأول بكلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس والذي انعقد تحت عنوان: «رؤية تحليلية للقضايا السياسية والاقتصادية الراهنة وانعكاساتها المحلية والإقليمية والدولية من منظور الباحثين الشباب» وذلك بحضور الدكتور أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس، وبمشاركة أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية.
وأعرب موسى عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المؤتمر، مشيرًا إلى أهمية هذه الفعاليات التي تجمع الطلاب والأكاديميين وتتيح الحوار حول قضايا دولية معاصرة بالغة الأهمية، مقدما شكره العميق للدعوة الكريمة، ومثنيًا على أداء الطلاب وتنظيمهم، ومثمّنًا فرصة الحديث معهم حول موضوع المؤتمر ومحاوره الأساسية.
وأكد موسى أن التحدُّث مع طلاب كليات السياسة والاقتصاد يحظى بأهمية خاصة في ظل ما يشهده العالم من ظروف دولية مضطربة وغامضة.
وأشار إلى أن هذه المرحلة تتطلب من الطلاب والأساتذة اهتمامًا أوسع بالقراءة المتعمقة، ومتابعة دقيقة للأبحاث الأكاديمية والمداخلات الفكرية التي تصدر عن المؤتمرات الدولية.
كما تناول موضوع النظام الدولي متعدد الأطراف، مستعرضًا ميثاق الأمم المتحدة والأسس التي قام عليها هذا النظام عقب الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن هناك حاجة ماسة لإجراء بحث تفصيلي في هذا النظام: هل حقق أهدافه؟ أم أخفق في مجالات معينة؟ وهل يجب التعامل معه من خلال استبداله كليًا، أم بإجراء عملية تجديد وتنشيط، أو حتى إدخال تعديلات محددة عليه؟
وأوضح أن النظام الدولي الحالي لم يفشل بالكامل، بل حقق نجاحات ملموسة في بعض الجوانب، خاصة من خلال أداء عدد من الوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية، منظمة الملكية الفكرية، منظمة العمل الدولية، منظمة الأغذية والزراعة، واليونسكو، لما لها من أدوار مؤثرة في دعم الدول النامية.
كما أشار إلى الدور المهم الذي تلعبه الصناديق والبرامج ضمن منظومة الأمم المتحدة، كمنظمة اليونيسيف (منظمة الطفولة) التي أسهمت في تحسين أوضاع الأطفال في دول الجنوب، وبرنامج الغذاء العالمي الذي ساعد في تخفيف المعاناة في العديد من المجتمعات الفقيرة، إلى جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقال موسى إن تقييم النظام الدولي يجب ألا يُختزل في إخفاقات، بل يجب النظر إليه بشكل شامل، معتبرًا أن ما فشل بالفعل هو نظام الأمن الدولي.
. .vsfy