سُمي بالخطاب الأطول على الإطلاق لاستغراقه ساعة و40 دقيقة
تجنب ترامب إلى حد كبير أسلوبه المعتاد في تقديم ملاحظات غير معدة مسبقًا في الخطاب
ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس (الثلاثاء)، خطابًا استغرق ساعة و40 دقيقة، ليكون بذلك أطول خطاب يلقيه رئيس أمريكي أمام جلسة مشتركة للكونجرس. في خطابه عن حالة الاتحاد، وأشاد ترامب بما وصفه بالبداية القوية لفترة رئاسته الثانية، مما أثار استهجانًا ومقاطعات من بعض المشرعين الديموقراطيين الذين رفعوا لافتات للتنديد وغادروا القاعة في منتصف الخطاب.
وكان هذا الخلاف الحزبي تعبيرًا عن الاضطرابات التي صاحبت الأسابيع الستة الأولى من تولي ترامب منصبه، والتي شهدت تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى إشعال حرب تجارية مع حلفاء مقربين، مما أسهم في تقليص قوة العمل الاتحادية. وجاء الخطاب في وقت حساس، حيث كان قد شهد السوق اضطرابات إثر فرضه رسوماً جمركية جديدة على المكسيك وكندا والصين.
وكان الخطاب مشابهًا لتجمعات حملة ترامب الانتخابية، رغم أنه تجنب إلى حد كبير أسلوبه المعتاد في تقديم ملاحظات غير معدة مسبقًا في الخطاب، ووجه الرئيس انتقادات حادة لخصومه السياسيين، بما في ذلك سلفه الديموقراطي جو بايدن، كما شن هجومًا على المهاجمين المجرمين من المهاجرين وناقش “فكر المتحولين جنسيا”.
وتعهد ترامب بإحداث توازن في الميزانية الفيدرالية، على الرغم من دعوته للمشرعين لوضع برنامج شامل لخفض الضرائب، وهي خطوة قد تزيد من عبء الديون الفيدرالية التي تبلغ 36 تريليون دولار. من المتوقع أن يضطر الكونجرس إلى رفع سقف الديون في وقت لاحق هذا العام لتجنب الوقوع في أزمة.
وكان زعماء العالم يراقبون خطاب ترامب عن كثب، خاصة بعد قراره بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا في اليوم السابق، بعد سجال حاد بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأضاف ترامب في خطابه أنه تلقى إشارات من روسيا بأنها مستعدة للسلام، مشيرًا إلى أن أوكرانيا قد تكون على استعداد لتوقيع صفقة بشأن المعادن النادرة.
واستهل ترامب خطابه قائلاً “إلى مواطني بلدي، عادت أمريكا”، وسط تصفيق حار من الجمهوريين، مضيفًا أن “بلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل، وربما لن يشهده مرة أخرى”. في المقابل، رفع الديموقراطيون لافتات مثل “لا ملك” و”هذا ليس طبيعيًا”، وغادر العشرات منهم القاعة في منتصف الخطاب. وكان آل جرين، عضو الكونجرس من تكساس، قد أُخرج من القاعة بعد رفضه الجلوس، فيما طلب رئيس مجلس النواب مايك جونسون من الديموقراطيين الحفاظ على اللياقة.
كما تناول ترامب في خطابه موضوع التقليصات الحكومية التي نفذتها إدارته، حيث أشاد بتقليص عدد الموظفين الاتحاديين وإغلاق بعض الوكالات. وأعلن عزمه فرض رسوم جمركية إضافية في أبريل، وهي خطوة قد تهز الأسواق المالية أكثر، كما دعا الكونجرس إلى تمديد تخفيضات الضرائب التي تم إقرارها في عام 2017، مع طرح خطة شاملة قيمتها 4.5 تريليون دولار لتمديد تلك التخفيضات وتعزيز أمن الحدود.
واختتم ترامب خطابه بالدعوة إلى خفض الإنفاق الحكومي، خاصة في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، بينما حذر من ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استدامة الاقتصاد.
