
أكد استشاري العظام والعمود الفقري، د. عبدالرزاق العبيد، أن وزن الحقيبة المدرسية له تأثير كبير على سلامة العمود الفقري للطالب، مشيرا إلى أن الطلبة يكونون في مرحلة عمرية تتسم بالنمو، ووجود ضغط ووضعيات خاطئة لحمل الحقيبة ووزنها يؤثر سلبا على سلامة نموهم، مما يخلق مشاكل يصعب علاجها مستقبلا.
وقال العبيد لـ «الجريدة» إن الخطوة التي قامت بها وزارة التربية أخيرا بتقسيم الكتب الدراسية وتخفيف الحقيبة المدرسية خطوة ممتازة، لكن لا تزال هناك بعض الخطوات التي يجب الالتزام بها لضمان سلامة الطلبة، موضحا أن الحقيبة المدرسية يجب ألا يتخطى وزنها 10 إلى 15 بالمئة من وزن الطالب، إضافة إلى ضرورة وجود مواصفات خاصة بحمّالات الظهر لتكون عريضة وذات بطانة مرنة حتى لا تضغط على الأكتاف، وكذلك يجب ألا يتخطى طولها منطقة خصر الطالب.
وذكر أنه قدّم تقارير بهذه المواصفات ضمن لجنة بين وزارتَي الصحة والتربية قبل سنوات، تم من خلالها وضع معايير ومواصفات للحقيبة المدرسية، و«نأمل من (التربية) والإدارات المدرسية وأولياء الأمور الالتزام بهذه المواصفات ليحافظوا على سلامة أبنائهم».
وأشار إلى وجود مشاكل وتحديات جديدة بالنسبة لسلامة العمود الفقري والهيكل العظمي للطلبة ولجميع الأشخاص حاليا، لافتا إلى أن مشكلة الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية باتت خطرا يتهدد كل من يفرط في استخدامها، حيث ظهرت مشاكل جديدة تؤثر على تحدّب الظهر والرقبة، وكذلك وجود آلام في أصابع اليد نتيجة الاستخدام الخاطئ والمفرط لهذه الأجهزة.
وذكر أنه «بعد أزمة (كورونا)، بدأت أجري عمليات «ديسك» لشباب في أعمار أقل من 20 سنة، وغالبا تكون أسباب هذه الحالات الاستخدام السيئ للأجهزة اللوحية والهواتف، إضافة إلى عدم الاهتمام بضوابط السلامة وقلّة النشاط الرياضي».
الرياضة والسلامة
وشدد العبيد على أهمية اتّباع سبل السلامة لضمان عدم حصول أي مشاكل فيما يخص سلامة العمود الفقري، من خلال عدم حمل أوزان ثقيلة أكبر من قدرة الجسم على التحمل والجلوس بوضعيات صحيحة، مؤكدا أهمية عدم إهمال الحصول على نشاط رياضي صحيح ومستمر لضمان السلامة من المخاطر الصحية، «لأن الرياضة تعمل على تقوية عضلات الجسم، وبالتالي التخفيف عن العظام والمفاصل».