
قدّم العرض المسرحي “عايش إكلينيكيًا” تجربة درامية تستنطق هموم الإنسان المعاصر، وتطرح تساؤلات وجودية حول الحضور والفاعلية في هذا العالم. سلّط العمل الضوء على حالة من الاغتراب النفسي، حيث يتحوّل الإنسان إلى مجرد كائن على هامش الحياة، حاضر بجسده، غائب بروحه، يراقب دون أن يشارك، ويُساق دون مقاومة.
تمحورت الحبكة حول شخصية رجل يجد نفسه في مفارقة درامية فريدة: رجل حامل. وهي صورة تختزل ذروة العبث واللاجدوى، إذ يتحوّل رمز الخلق والبعث إلى مشهد مشوّه، يعكس عجز الإنسان عن استغلال الفرص التي تمنحها له الحياة. الوليد في النهاية ليس سوى مسخ بلا هوية، في تجسيد صارخ لمجتمع ينتج أفرادًا بلا إرادة، ولا أثر.
وانشغل العرض بتقديم طرح فلسفي يطرح سؤالًا محوريًا: هل يكفي أن نكون موجودين بيولوجيًا لنُعدّ أحياء؟ أم أن الحياة الحقيقية لا تبدأ إلا حين يكون للمرء دور وصوت ورفض؟ وبينما جاءت الرمزية مكثفة وقوية، افتقر العرض – في رأي البعض – إلى لحظة انتفاضة تُخرج البطل من جموده، وتحوّل “الوليد” من امتداد للموت إلى رمز للتمرد. لكن ربما تعمّد الكاتب أن يتركنا أمام مرآة الواقع دون أن يمنحنا جوابًا.
كتب النص وأخرجه أحمد فتحي شمس، وجسّد أدوار البطولة كل من: مصطفى حزين، محمد يوركا، نهلة كمال، ياسر أبو العينين، أحمد خشبة، عمر صلاح الدين، عبد الرحمن محمد، ومحمد عبد المجيد جبر.
وشارك في تنفيذ العرض عدد من المبدعين: تصميم الاستعراضات لمحمد بيلا، الإضاءة لمحمد عبد المحسن، الديكور لأحمد رشاد، الألحان وضعها الموسيقار أحمد شعتوت، ونفّذت الموسيقى سهيلة رمضان.
كما ساعد في الإخراج كل من مهند طارق، مودي حسين، عبد الرحمن محمد، وأمينة عصام، بينما تولّى التنفيذ الإخراجي محمد الشيضي وسامر العربي.
. .2ce1