
التلوّث تسبب في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015
يلعب يوم الأرض دورًا محوريًا في تسليط الضوء على قضايا بيئية ملحة
يحيي العالم في الـ22 من أبريل من كل عام “يوم الأرض”، وهي مناسبة تسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية البيئة الصحية والآمنة والعادلة، والعمل نحو عالم أكثر استقرارًا.
انطلقت فكرة هذا اليوم في عام 1970
ويركز يوم الأرض هذا العام 2025 على أهمية الطاقة المتجددة، نتيجة الانخفاض الكبير في تكلفة تصنيع الألواح الشمسية، فقد انخفضت بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، كما أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من تلوث الهواء، ويوفر نحو 14 مليون فرصة عمل جديدة حول العالم.
وانطلقت فكرة هذا اليوم في عام 1970 بمبادرة من السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، الذي استلهمها من مشاهد التلوث النفطي المروع قبالة سواحل كاليفورنيا، وعندما عاد إلى واشنطن، قدّم مشروع قانون لجعل يوم 22 أبريل من كل عام عيداً قومياً للاحتفال بكوكب الأرض.
وشهد أول يوم أرض مشاركة نحو 20 مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ومع مرور السنوات، تحول هذا الحدث إلى حركة عالمية، فبحلول عام 1990، شارك فيه أكثر من مليار شخص من حوالي 200 دولة؛ مما أدى إلى تأسيس منظمات دولية ضمّت 141 دولة لتعزيز الاهتمام بالبيئة.
وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض.
وأفاد تقرير نُشر في دورية “لانسيت” الطبية بأن التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015، حيث كانت الغالبية العظمى من هذه الوفيات في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، وكانت بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضرراً، في المقابل، سجّلت بروناي والسويد أقل معدلات الوفاة المرتبطة بالتلوث.
وكان تلوث الهواء، السبب في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، ويشمل هذا التلوث الخارجي الناتج عن الغازات والجسيمات العالقة في الهواء، بالإضافة إلى التلوث داخل المباني، الناجم عن حرق الوقود والفحم، في حين جاء تلوث المياه في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، حيث تسبب في وفاة نحو 1.8 مليون شخص، فيما أسفر التلوث في أماكن العمل عن وفاة 800 ألف شخص حول العالم.
نحو 92% من الوفيات المرتبطة بالتلوث وقعت في الدول الأكثر فقرًا
وأشار التقرير إلى أن نحو 92% من هذه الوفيات وقعت في الدول الأكثر فقرًا، وكان التأثير الأشد تركّزاً في البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً، مثل الهند التي سجّلت خامس أعلى معدل وفيات بسبب التلوث، والصين التي حلّت في المرتبة السادسة عشرة.
وعلى مر العقود، لعب يوم الأرض دورًا محوريًا في تسليط الضوء على قضايا بيئية ملحة، مثل تغير المناخ والاحتباس الحراري والطاقة النظيفة، وقد شهدت فعالياته إطلاق حملات كبرى، مثل زراعة الأشجار ودعم الزراعة المستدامة ومحو الأمية المناخية، كما كان ليوم الأرض تأثير مباشر على السياسات البيئية، حيث مهّد الطريق لعقد قمة الأرض للأمم المتحدة في عام 1992، وهي أول اجتماع رسمي للأطراف المنخرطة في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، الذي عرف لاحقًا بـ مؤتمر الأطراف السنوي (كوب).
وكان من أبرز مؤتمرات الأطراف في السنوات الأخيرة مؤتمر الأطراف الحادي والعشرون (كوب 21)، الذي عُقد في باريس عام 2015، حيث تم الاتفاق على مجموعة من “القواعد” لمعالجة تغير المناخ، والتي أصبحت تُعرف باسم اتفاقية باريس. وشملت هذه التوصيات: خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة مصادر الطاقة المتجددة، والحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
ومع ذلك، يواجه العالم تحديات بيئية جسيمة، حيث تشير التقارير إلى أن التلوث وحده تسبب في وفاة ملايين الأشخاص، معظمهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويعد تلوث الهواء وتلوث المياه من أبرز العوامل المسببة لهذه الوفيات، بالإضافة إلى الأمراض غير المعدية المرتبطة بالتلوث مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة.