عمرو البوطيبي – هبة سبور
يواصل نادي باريس سان جيرمان تقديم مستويات مبهرة هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، مؤكداً أنه بات قوة كروية مرعبة في القارة العجوز، بفضل مجموعة متجانسة من النجوم، ومدرب يملك رؤية تكتيكية واضحة، وجماهير متعطشة لكتابة التاريخ على منصات التتويج.
ويبدو أن الفريق الباريسي عازم هذا الموسم أكثر من أي وقت مضى على الوصول إلى النهائي، وربما نيل لقبه الأوروبي الأول، بعد أن تحول من مشروع تسويقي إلى قوة رياضية متكاملة. بقيادة لويس إنريكي، الذي أعاد الهيبة للتشكيل الباريسي، تسير كتيبة العاصمة بثبات في مشوارها القاري، مطيحة بخصوم كبار، وبأداء هجومي ساحر ودفاع منظم.
ديمبلي والمفاتيح الهجومية القاتلة
في قلب القوة الهجومية للفريق، يبرز عثمان ديمبلي، النجم الفرنسي الذي استعاد كل بريقه بعد انتقاله من برشلونة. بسرعته ومراوغاته، بات أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في المنظومة الهجومية الباريسية، إلى جانب كولومواني، فيتينيا، ولي كانغ إن، الذين شكلوا جبهة هجومية نارية تجعل من مهمة أي خط دفاع شبه مستحيلة.
ويُحسب للجهاز الفني بقيادة إنريكي أنه استطاع إيجاد التوازن المثالي بين اللعب الجماعي والمهارات الفردية، مع إعطاء مساحة للإبداع الفردي دون التفريط في الانضباط الخططي.
هل يصمد برشلونة فليك أمام العاصفة الباريسية؟
في حال واجه باريس سان جيرمان نادي برشلونة في النهائي، فإن التحدي سيكون هائلاً لكتيبة هانز فليك. صحيح أن الفريق الكتالوني أظهر مؤشرات على استعادة شخصيته التاريخية، لكن دفاعه لم يواجه بعد ماكينة هجومية في حجم ديمبلي ورفاقه.
ربما يكون ديمبلي أكثر حافزًا من أي وقت مضى إذا واجه فريقه السابق، إذ سيسعى لإثبات أنه غادر “كامب نو” لكتابة صفحة جديدة من المجد، وليس فقط من أجل المال أو الانتقال لعاصمة الأضواء.
منظومة جماعية لا تعرف التهاون
ما يميز باريس هذا الموسم ليس فقط الأسماء اللامعة، بل روح الجماعة التي باتت واضحة في كل مباراة. الدفاع الذي كان في السابق نقطة ضعف أصبح الآن حصنًا منيعًا بفضل تألق الثنائي سكرينيار ودانييلو، مع تألق الحارس دوناروما في اللحظات الحاسمة.
وفي خط الوسط، يشكل فابيان رويز وأوغارتي صمام الأمان الحقيقي، ويمنحان الفريق القدرة على افتكاك الكرة والتحول السريع إلى الهجوم.
الهدف واضح.. لا صوت يعلو فوق دوري الأبطال
منذ سنوات، تحوّل حلم دوري أبطال أوروبا إلى هدف استراتيجي لباريس سان جيرمان، ولم يكن ينقص الفريق سوى النضج الجماعي والتوازن بين النجوم. هذا الموسم، يبدو أن جميع القطع متوفرة. وأمام هذا الأداء المرعب، لا يبدو أن هناك فريقاً يستطيع الوقوف في طريق النادي الباريسي.
فهل سيكون النهائي هذا الموسم مسرحاً لتتويج باريس سان جيرمان بطلاً لأوروبا لأول مرة؟ إن استمر الأداء على هذا النسق، فربما لا يكون الأمر مجرد حلم، بل واقع يكتب بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم الفرنسية.
