
ساهمت الفعاليات الترفيهية في خلق آلاف فرص العمل
شهد قطاع الترفيه في المملكة خلال عام 2024 تطوُّرًا ملحوظًا، محقِّقًا إنجازات بارزة ضمن إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، والتي تجلّت في نجاح مواسم الترفيه الكبرى، مثل “موسم الرياض” و”موسم جدة”، حيث استقطبت ملايين الزوار من داخل المملكة وخارجها، محققةً 76.9 مليون زائر لـ 423 وجهة ترفيهية متنوعة.
19 مليون زائر لموسم الرياض بنهاية 2024
انطلق “موسم الرياض 2024” في أكتوبر، وسرعان ما حقق أرقامًا قياسية في عدد الزوار. ففي نوفمبر، أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، عن تجاوز عدد الزوار 6 ملايين، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من الإعلان عن تجاوز العدد 4 ملايين زائر، وفي ديسمبر، ارتفع العدد إلى 10 ملايين زائر، مما يعكس الإقبال الكبير والنجاح المستمر لهذا الحدث العالمي، واستمر العدد في الارتفاع ليصل إلى 12 مليون زائر بحلول 20 ديسمبر، ثم إلى 13 مليون زائر بحلول نهاية الشهر، ليتجاوز 19 مليون زائر بنهاية 2024.
وتضمن الموسم مجموعة متنوعة من المناطق والفعاليات التي جذبت الزوار، منها: “بوليفارد سيتي”: منطقة ترفيهية متكاملة شهدت فعاليات متنوعة، بما في ذلك “شعبيات البوليفارد” التي قدمت عروضًا فنية مستوحاة من التراث الشعبي، و”بوليفارد وورلد”: منطقة جديدة ضمت تجارب ثقافية وترفيهية مستوحاة من مختلف دول العالم، بما في ذلك منطقة “كورشوفيل” التي قدمت تجربة ثلجية فريدة، و”ذا ڤينيو”: منطقة مجاورة لـ”المملكة أرينا” استضافت فعاليات متنوعة، مما أسهم في زيادة الإقبال الجماهيري.
كما قدمت “حديقة السويدي” تجارب ثقافية مميزة، حيث استضافت أيامًا مخصصة لعرض تراث وثقافة دول مختلفة، مثل الأيام المخصصة للتراث البنغلاديشي وبلاد الشام، و”سوق الأولين”: وهي منطقة مجانية تجمع بين الأصالة والإبداع، مسلطة الضوء على التراث السعودي والحرف اليدوية التقليدية والأكلات الشعبية، ومنطقة “ذا جروفز” الترفيهية الجديدة التي افتُتحت خلال الموسم جاذبةً الزوار بتصميمها المميز وفعالياتها المتنوعة، إلى جانب فعاليات رياضية عالمية، مثل نزالات الملاكمة والمصارعة، وحفلات موسيقية لأبرز نجوم العالم، ومعارض عالمية مثل “معرض ديور” وتجربة “هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض”، مما وفر للزوار تجربة ترفيهية متكاملة.
أكثر من 1.7 مليون زائر لموسم جدة
اختُتم “موسم جدة 2024” بحضور أكثر من 1.7 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها خلال 52 يومًا، تخللتها العديد من العروض الترفيهية والثقافية التي عززت مكانة جدة كوجهة سياحية رائدة.
وتميز الموسم بتقديم مجموعة من الوجهات المميزة، أبرزها: منطقة “سيتي ووك” وتضمنت تجارب تفاعلية وألعابًا حركية، جذبت العائلات والشباب على حد سواء، وفعالية “Warner Bros. Discovery: Celebrate Every Story” وهي تجربة ترفيهية شاملة قدمت أشهر القصص والشخصيات العالمية، مما أضفى جوًا من المرح والمتعة للعائلات، و معرض “Imagine Monet” التفاعلي الذي أتاح للزوار استكشاف 200 من أشهر لوحات الفنان الفرنسي كلود مونيه، مقدّمًا تجربة فنية فريدة تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
كما تضمّن موسم جدة 2024 فعاليات “حديقة الأمير ماجد” التي قدمت فعاليات متنوعة وسط أجواء مستوحاة من جمال وسحر الحدائق، مما وفر للزوار تجربة استرخاء ممتعة، وفعاليات “جدة التاريخية” المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي نقلت الزوار إلى أحياء احتفظت بمظاهر الحياة الاجتماعية القديمة عبر تاريخها الممتد لأكثر من 400 عام، مقدمةً تجربة تاريخية وثقافية فريدة، إلى جانب الفعاليات الرياضية بالموسم والتي شملت بطولات رياضية حماسية، مثل بطولة “Motosurf Saudi International Cup” و”مهرجان السرعة الصيفي” في كورنيش جدة، حيث استمتع الحضور بتجارب رياضية مثيرة وعروض مذهلة.
الانعكاسات الاقتصادية لإنجازات القطاع خلال عام 2024
تعكس هذه الإنجازات في قطاع الترفيه التقدم المحرَز نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تطوير قطاع ترفيهي مستدام يسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. نجحت المملكة في ترسيخ مكانتها كوجهة ترفيهية وسياحية عالمية، مستقطبةً الزوار من مختلف أنحاء العالم، ومقدمةً تجارب فريدة تعكس التنوع الثقافي والتراثي للمملكة، حيث أثبتت قدرتها على تنظيم أحداث ترفيهية عالمية المستوى، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، وتوفير منصات للمواهب المحلية لعرض إبداعاتها، وتحقيق التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم.
زيادة عدد الزوار والمساهمة في الناتج المحلي
استقطب موسم الرياض 2024 أكثر من 16 مليون زائر منذ انطلاقه في 13 أكتوبر 2024، بمعدل يومي يقارب 174 ألف زائر، مما يعكس الإقبال الكبير على الفعاليات الترفيهية، أما موسم جدة 2024 فشهد حضور أكثر من 1.7 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها خلال 52 يومًا، مما عزز مكانة جدة كوجهة سياحية رائدة.
دعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادر الدخل
أسهمت هذه الفعاليات في زيادة الإنفاق الاستهلاكي، حيث أظهرت بيانات شركة Visa زيادة بنسبة 47.6% على أساس سنوي في الإنفاق خلال موسم الرياض، مما يدل على تأثير إيجابي مباشر على الاقتصاد المحلي، فوفقًا لتقرير Mordor Intelligence، يُقدّر حجم سوق الترفيه والتسلية في المملكة بحوالي 2.55 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.20 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.44%، مما يعكس التوسع المستمر في هذا القطاع.
خلق فرص عمل وتعزيز التوظيف
ساهمت الفعاليات الترفيهية في خلق آلاف فرص العمل، سواء المؤقتة أم الدائمة، في مجالات متعددة مثل التنظيم، والإنتاج الإعلامي، والخدمات اللوجستية، مما يدعم مستهدفات رؤية 2030 في تقليل معدلات البطالة وزيادة مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل.
تعزيز الاستثمار الأجنبي والشراكات الدولية
نجحت المملكة في جذب استثمارات أجنبية وشراكات مع شركات عالمية في قطاع الترفيه، مما يعزز من نقل المعرفة والتقنية، ويدعم بناء قطاع ترفيهي مستدام ومتنوع.
150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030
تحسين جودة الحياة وتعزيز السياحة
تسهم هذه الفعاليات في تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وتعمل على جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يدعم هدف الوصول إلى 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.
وجاء ذلك في إطار التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، وبرز قطاع الترفيه كأحد المحركات الرئيسية نحو التنويع الاقتصادي وتحسين جودة الحياة، وقد أولت القيادة السعودية اهتمامًا خاصًا بتطوير هذا القطاع من خلال تأسيس الهيئة العامة للترفيه، وإطلاق مواسم ترفيهية ضخمة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.