

موكوينا
عمرو البوطيبي – هبة سبور
لم تكن تجربة رولاني موكوينا مع نادي الوداد الرياضي مجرد محطة تدريبية عابرة، بل كانت مشروعًا كبيرًا لطموح أكبر، توقف فجأة عند مفترق طرق، تاركًا وراءه الكثير من الأسئلة والقليل من الأجوبة.
لم يكن الحلم مجرد فوز أو لقب، بل عبور نحو مجدٍ شخصي وإنجاز قاري يخلّده التاريخ. في البيضاء، تنفّس رولاني موكوينا الأمل، رسم خططه على مقاس العالمية، وحمل قميص الوداد وكأنه درع للعبور نحو القمة. لكن الحلم انكسر، فجأة، دون إنذار.. لم تنفع العبقرية ولا الحماس، فقط الخيبة التي نمت بصمت، وتركت المدرب الجنوب إفريقي يواجه مرآته، لا خصمه
غادر المدرب الجنوب إفريقي الدار البيضاء في صمت، بعد شهور من الترقب والعمل الشاق، حلمه كان واضحًا: قيادة الوداد إلى العالمية، وبلوغ نهائي كأس العالم للأندية، حيث كان يطمح لأن يلتقي بيب غوارديولا وجهًا لوجه، في مواجهة كان يعتبرها تتويجًا لمسيرته المهنية. لكن تلك المواجهة لم تأتِ، وتلاشى الحلم مع صافرة النهاية التي أخرجت الوداد من دائرة الأبطال.
منذ رحيله، تقول مصادر قريبة من موكوينا إنه انسحب من المشهد الكروي كليًا. لا يُشاهد المباريات، لا يعلق، لا يكتب. بدا كما لو أن شيئًا انطفأ بداخله. ليس لأنه خسر مجرد وظيفة، بل لأنه فقد بوصلته، فقد المشروع الذي آمن به.
بالنسبة له، الوداد لم يكن مجرد فريق يدربه، بل منصة أراد من خلالها إثبات أن المدرب الإفريقي قادر على مقارعة الكبار في المحافل العالمية. وبين فصول الطموح والخيبة، تبقى القصة مفتوحة على كل الاحتمالات: هل يعود موكوينا أقوى؟ أم ستبقى تجربة الوداد الندبة التي لا تندمل في مسيرته؟