

( خافيير بوتش – الموندو ديبورتيفو) مقال صحفي
“بعد الأداء المُبهر الذي قدمه لامين جمال في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر، لم يُخفِ المدرب سيموني إنزاغي إعجابه بالموهبة الشابة، معترفًا بأن لاعبيه لم يتمكنوا من الحد من خطورته، حتى باستخدام الرقابة المزدوجة، لكن في الإياب، بدا أن الإنتر جاء بخطة مختلفة تمامًا: الإيقاف بالقوة.
ففي الدقيقة الثالثة فقط، وجه الظهير ديماركو ضربة قوية إلى جمال أسقطته أرضًا، وسط مطالبة صريحة من هانز فليك ببطاقة صفراء، غير أن الحكم البولندي شيمون مارشيناك تجاهل الحادثة، وكأن الدقيقة الثالثة “مبكرة” على إشهار الإنذارات، كانت تلك أولى إشارات تساهله الغريب مع لاعبي الإنتر، وسط تساؤلات مشروعة: هل نحن أمام تحكيم عادل أم أمام حكم بـ”حقيبة مدريد”؟
لم تتوقف التدخلات العنيفة هناك، في الدقيقة 34، عاد ديماركو ليكرر الضربة نفسها دون أي عقوبة، جمال، رغم ذلك، واصل إبهار الجميع بمراوغاته وتوغلاته، حتى بات إسقاطه أمرًا مستحيلاً — بالأقدام أو حتى بالأيدي.
ما يثبت الاستهداف المباشر؟ أن اللاعب الشاب تعرّض لسبع مخالفات واضحة خلال 131 دقيقة لعب، ورغم ذلك لم يُشهر مارشيناك أي بطاقة في وجه لاعبي إنتر إلا في الوقت الإضافي! أوغوستو نال بطاقة صفراء في الدقيقة 91، تلاه باستوني في الدقيقة 117، بعد فوات الأوان.
وفي الشوط الثاني، شهدت المباراة تدخلات عنيفة: ضربة من باستوني (دقيقة 58)، عرقلة من أوغوستو (62)، ثم ركلة جزاء واضحة ارتكبها مختاريان على لامين في الدقيقة 67، لكن الفار قررت نقلها خارج المنطقة، دون أن يُكلف الحكم نفسه عناء مراجعة اللقطة.
مباريات كهذه لا تُحسم دومًا بالأهداف فقط، بل أحيانًا تُحسم بخبث… وخيوط خفية لا يراها إلا من يراقب التفاصيل بعينٍ واعية.”