قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي فيرتر بأن العملية العسكرية المحتملة في قطاع غزة ستبقى معلقة حتى انتهاء جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الخليج، والتي تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وأوضح فيرتر في تحليله الذي تداولته أكثر من وسيلة إعلام عبرية وعربية أن التوقيت الحساس للجولة الرئاسية الأمريكية، التي تهدف إلى تعزيز التحالفات الإقليمية ومناقشة قضايا الأمن والاستقرار، يفرض على إسرائيل تأجيل أي تحركات عسكرية كبيرة في غزة.
ترامب نادم بعد إحداثه هزة في الاقتصاد العالمي
ووفقا لتحليل فيرتر ، الذي نقلته وسائل إعلام عبرية ، فإن ترامب شعر -منذ إحداثه هزة في الاقتصاد العالمي، وهى هزة ترامب نفسه نادم عليها- أنه بحاجة إلى إظهار بعض الإنجازات، ويبدو أن إزالة تهديد الحوثيين للتجارة البحرية الأمريكية أمر مهم يسعى ترامب لإبرازه، وفي تقدير المحلل الإسرائيلي فنتنياهو يجد نفسه في مأزق سياسي، ولا غرو في ذلك، إذ من الصعب حصر السيناريوهات العديدة التي يمكن أن تنبثق عن هذه الزيارة، سواء كانت صفقات اقتصادية أو اتفاقيات سياسية.
نهاية شهر العسل بين نتنياهو والرئيس الأمريكي
ووفقا لما صرح به الخبير الاسرائيلي وجّه ترامب ضربة مزدوجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، عندما أعلن أن الولايات المتحدة على وشك إجراء محادثات نووية مع طهران، وأشاد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان من الواضح بعد ذلك -برأي الكاتب فيرتر- أن شهر العسل بين نتنياهو والرئيس الأمريكي قد انتهى قبل الموعد المتوقع، فقد وصل ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية وهو يضمر استياء عميقا تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وتأتي زيارة ترامب إلى الخليج في ظل تحديات إقليمية معقدة، بما في ذلك التوترات المتصاعدة مع إيران، والأزمة اليمنية المستمرة، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ومن المتوقع أن تتناول مباحثات الرئيس الأمريكي مع قادة دول الخليج هذه القضايا وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني.
تطورات متسارعة ومتضاربة على الساحة اليمنية
شهدت الساحة اليمنية تطورات متسارعة ومتضاربة، حيث أفادت تقارير إخبارية عن قصف إسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي. وجاء هذا القصف مع إعلان مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “تفاهم” تم التوصل إليه مع جماعة الحوثيين، مشيرًا إلى أن هذا التفاهم ينهي التدخل الأمريكي في الساحة اليمنية.
صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلت عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية أنّها تلقت رسالة من الولايات المتحدة الأمريكية مفادها أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضل وقفا لإطلاق النار في غزة بدلا من عملية إسرائيلية شاملة. وتحدث المصدر عن مخاوف داخل حكومة تل أبيب من ضغوط سيمارسها ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يقبل بصفقة لا تلائم إسرائيل.
خلافات بين ترامب ونتنياهو
وفي قراءته لما أوردته الصحافة الإسرائيلية، قال المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية، توماس واريك إن هناك مبالغة في القول بوجود خلافات بين ترامب ونتنياهو، لكنه أشار إلى وجود خلافات تتعلق ببعض القضايا مثل اتفاق الإدارة الأمريكية مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بالإضافة إلى غضب ترامب من نتنياهو عندما حاول أن يلتفّ عليه، ويتمسك بالخيار العسكري وليس بالحل الدبلوماسي.
بَيد أن واريك لفت إلى أنه لا يعرف حتى الآن ما موقف ترامب من الخطة العسكرية الإسرائيلية في السيطرة واحتلال قطاع غزة، متحدثا عن وجود ضغط أمريكي محدود على نتنياهو، وقال “الولايات المتحدة لن تقوم بالضغط على نتنياهو وإجباره على إبرام اتفاق سلام يسمح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبقاء في السلطة”، ولفت إلى أن ترامب ونتنياهو يتشاركان في فكرة أن غزة يجب أن يتم حكمها وإدارتها من طرف آخر غير حماس.
واستبعد أن يتم الإعلان عن مفاجأة كبيرة خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، ورجح أن يتم الإعلان عن إجراءات صغيرة ومؤقتة، وعلق الضيف الأمريكي قائلا “لا يجب أن نتوقع إعلانات كبيرة خلال الزيارة”، وقال إن المبعوث الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف سيركز خلال الأسبوع المقبل على موضوع قطاع غزة، وسيحاول أن يدفع باتجاه إطلاق سراحٍ جزئيٍّ للأسرى، ورجح أن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار دون الاتفاق حول إنهاء الحرب، واعتبر أن هذا الأمر لايزال بعيدا.
. .cul0
