رياضة

من ملاعب “الحمري” إلى دوري الأبطال .. نهضة بركان يكتب التاريخ

عمرو البوطيبي

قبل سنوات ليست بعيدة، لم يكن أحد يتوقع أن يصبح نادي نهضة بركان رقماً صعباً في الكرة المغربية، بل وأحد أبرز الأسماء في الساحة الإفريقية. فريق انطلق من الهامش، من ملاعب ترابية ومرافق متواضعة في إلى مقارعة كبار القارة السمراء في النهائيات، وحصد الألقاب القارية والوطنية.

نهضة بركان، النادي البرتقالي، عاش مساراً استثنائياً في صمت، دون بهرجة إعلامية أو ضجيج جماهيري مبالغ فيه، لكنه بنى لنفسه هوية جديدة تعتمد على الاستقرار الإداري، التخطيط الرياضي المحكم، وتطوير البنية التحتية. واليوم، وبعد تتويجه بلقب البطولة الوطنية الاحترافية لأول مرة في تاريخه، يحق لجماهيره أن تفتخر بهذا التحول العميق في هوية النادي وطموحه.

نقطة التحول

التحول بدأ حين قررت الإدارة البركانية، برئاسة حكيمة ومتبصرة، أن تكون نهضة بركان أكثر من مجرد نادٍ ينافس على البقاء. فجاء الاستثمار في المنشآت، والتكوين، واستقطاب أطر تقنية بكفاءة، وجلب لاعبين بطموحات توازي مشروع الفريق. وتمثل أكاديمية النادي، اليوم، واحدة من أبرز النماذج في المغرب من حيث البنية والاشتغال.

الحضور الإفريقي

بعد بلوغ نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2019 وخسارته بشق الأنفس، عاد الفريق أقوى في النسخ الموالية ليتوج بلقب الكونفدرالية مرتين (2020 و2022)، في إنجاز غير مسبوق لفريق ينتمي لمدينة لم تكن تُعرف كرويًا خارج الحدود. نهضة بركان، خلال هذه المشاركات، هزم أندية بحجم الزمالك المصري، بيراميدز، الصفاقسي، و الترجي التونسي ، وأثبت أنه لا يخشى الأضواء ولا ضغوط النهائيات.

تتويج بالبطولة… تتويج للمشروع

فوز الفريق البرتقالي بلقب البطولة الوطنية هذا الموسم هو التتويج الحقيقي لمسار طويل من العمل المتواصل. لم يكن الفريق مجرد ظاهرة موسمية، بل مشروعًا رياضيًا نضج بمرور السنوات، وها هو اليوم يحصد ثمار اختياراته الهادئة والمتزنة.

اقرأ أيضًا:  منتخب الناشئين يخسر وديا أمام نظيره القطري

من “الحمري” إلى القمة

لمن يعرف مدينة بركان وتاريخها، فإن معقل قبائل بني زناسن الشامخة ليس فقط مكانًا، بل رمزًا لانطلاقة متواضعة وحلم راود شباب المدينة طويلاً. واليوم، من ذات المدينة الشهيرة بانتاجها لفاكهة الليمون ذات النوع الجيد ، خرجت نهضة قارية تفرض وجودها على كبار إفريقيا، وتُجبر الجميع على احترامها.

نهضة بركان ليست مجرد نادٍ تُوّج بلقب… إنها نموذج حيّ لما يمكن أن تصنعه الرؤية والاستمرارية، حين تُقابل بعشق الجماهير وصبر الرجال.

خالد بن عبدالله الشمري

مالك ومؤسس موقع "ميدان الأخبار"، اركز على تقديم الأخبار والتقارير بشكل متنوع وشامل، لدي خبرة تزيد عن عشر سنوات في مجال الإعلام، حيث عملت كمحرر ومراسل في عدة مؤسسات إعلامية بارزة, وأهدف من خلال موقعي إلى تقديم محتوى غني يعكس اهتمامات المجتمع في مجالات متنوعة مثل الثقافة، الرياضة، والتكنولوجيا، مما يعزز الوعي والمعرفة لدى الجمهور العربي. [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى