أخبار العالم

زيارة ترامب.. أجندة وملفات على طاولة إعادة التوازن

ملفات رئيسية تتصدّر أجندة المباحثات السعودية الأمريكية والخليجية الأمريكية

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم (الثلاثاء)، إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ عودته للبيت الأبيض. وتحمل هذه الزيارة طابعًا استثنائيًا من حيث توقيتها ورسائلها؛ إذ تأتي في ظل مشهد جيوسياسي بالغ التعقيد، وتفتح الباب أمام نقاش واسع لملفات ثنائية وإقليمية ساخنة، في محاولة لإعادة ضبط التوازن في المنطقة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن.

وفقًا لمحللين، فإن هناك عدة ملفات رئيسية ستتصدّر أجندة المباحثات السعودية الأمريكية والخليجية الأمريكية، على رأسها الأمن الإقليمي، والطاقة، والدفاع، والتعاون الاقتصادي، إلى جانب عدد من القضايا الدولية التي تُلقي بظلالها على استقرار المنطقة، حيث تسعى واشنطن إلى توثيق تحالفها مع شركائها الخليجيين في ضوء تحولات دولية متسارعة.

شراكات دفاعية واستثمارات واعدة

سعوديًا، يُنتظر أن تسفر الزيارة في ظل حضور عدد من ممثلي الشركات الأمريكية الكبرى عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا، بما في ذلك صفقات تسليح وتعاون في توطين الصناعات العسكرية، فضلاً عن تعميق الشراكة في مجالات الاقتصاد الرقمي والاستثمار والذكاء الاصطناعي، ويتوقع كذلك الإعلان عن تفاهم مبدئي بشأن التعاون طويل الأمد في مجال الطاقة النووية المدنية، في خطوة تعكس تطلع المملكة لتنويع مصادر الطاقة ضمن رؤية 2030.

برنامج نووي سعودي

يحظى ملف البرنامج النووي السلمي السعودي باهتمام خاص خلال الزيارة؛ إذ تطمح الرياض إلى الحصول على دعم أمريكي لتطوير قدراتها النووية لأغراض مدنية، كتحلية المياه وتوليد الطاقة، وتُعد هذه الخطوة اختبارًا فعليًا لمدى جدية واشنطن في دعم حلفائها، لا سيما وأن المملكة تصرّ على حقها في تكنولوجيا التخصيب، في توازن حساس مع التزاماتها الدولية.

الطاقة وأسعار النفط

في ضوء الضغوط الأمريكية المتكررة لخفض أسعار الوقود محليًا، يتوقع أن يُطرح ملف إنتاج النفط ضمن المباحثات، خاصة بعد أن وافقت مجموعة “أوبك+” بقيادة السعودية، مؤخرًا، على زيادة الإمدادات بـ411 ألف برميل يوميًا، ومن المرجح أن يجدد ترامب طلبه بدعم إضافي للإنتاج، في محاولة لتحقيق توازن بين استقرار الأسواق ومصالح المستهلك الأمريكي.

اقرأ أيضًا:  «الأرصاد» تحذر: رياح مثيرة للغبار وأمطار رعدية حتى السبت

غزة والقضية الفلسطينية

الملف الفلسطيني سيكون حاضرًا، في ظل الحرب المتواصلة في قطاع غزة، وسعي الولايات المتحدة لإنجاح جهود وقف إطلاق النار، وسوف يشكّل ملف غزة والقضية الفلسطينية أحد أبرز المحاور المتوقع تناولها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، خاصة في ظل استمرار التصعيد العسكري في القطاع، ومعاناة المدنيين من أوضاع إنسانية كارثية، ومن المنتظر أن تتناول المباحثات سبل وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، في ضوء إعلان واشنطن عن آلية جديدة لتوزيع المساعدات داخل القطاع دون تدخل عسكري أو مشاركة إسرائيلية مباشرة.

وفي هذا السياق، تجدّد المملكة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدة تمسّكها بحل الدولتين كخيار استراتيجي لإنهاء النزاع، وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتشدد الرياض على أن هذا الحل هو الضمان الحقيقي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى دور أمريكي أكثر فاعلية في دفع عملية السلام.

إيران والملف النووي

يشكل الملف النووي الإيراني تحديًا رئيسيًا في الزيارة، لا سيما مع استمرار المحادثات بين واشنطن وطهران في أجواء مشحونة بالعقوبات المتزايدة، ويصر ترامب على موقفه المتشدد، ملمحًا إلى استخدام القوة العسكرية حال فشل المسار الدبلوماسي؛ ما يعيد إشعال المخاوف الخليجية من توسع دائرة التوتر في المنطقة.

الأزمة الروسية الأوكرانية: وساطة خليجية

على الصعيد الدولي، يُنتظر أن يناقش الجانبان فرص الدفع بعملية السلام بين موسكو وكييف. وقد يدعو ترامب دول الخليج للعب دور وساطة نظراً لعلاقاتها الجيدة مع الطرفين، خاصة بعد أن استضافت السعودية عدة جولات حوار سابقة. ويُنظر إلى هذه الوساطة كفرصة لإثبات الدور الخليجي الفاعل في القضايا الدولية.

سوريا.. العقوبات وإعادة الإعمار

من الملفات المعقدة التي ستُطرح خلال الزيارة، ملف سوريا والعقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وتُطالب دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، بإعادة النظر في تلك العقوبات لدعم مرحلة إعادة الإعمار، بالتوازي مع انفتاح دبلوماسي عربي متزايد تجاه دمشق، ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون عن نيته الضغط على واشنطن لاتخاذ مسار مشابه للاتحاد الأوروبي نحو رفع تدريجي للعقوبات، إن التزمت سوريا بمسار سياسي متفق عليه.

اقرأ أيضًا:  وزيرة «الشؤون»: رعاية الأيتام وتوفير بيئة حاضنة لهم.. مسؤولية مشتركة

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الاثنين)، إنه قد يخفف العقوبات الأمريكية على سوريا ردًا على استفسار من نظيره التركي.

وواجهت سوريا صعوبة في تطبيق الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأمريكية والتي تبقي البلاد معزولة عن النظام المالي العالمي، وتزيد من صعوبة التعافي الاقتصادي بعد 14 عاماً من الحرب الطاحنة.

وأضاف ترامب للصحفيين “قد نخفف (العقوبات) على سوريا؛ لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة”. وقال ترامب “سألني الكثيرون عن ذلك؛ لأن الطريقة التي نفرض بها العقوبات عليهم لا تمنحهم (فرصة) بداية جيدة. لذلك نريد أن نرى كيف يمكننا مساعدتهم”.

اليمن وأمن الملاحة في البحر الأحمر

أمن الملاحة في البحر الأحمر سيكون حاضرًا كذلك، في ظل التهديدات المستمرة من جماعة الحوثي ضد السفن الدولية، ورغم إعلان الولايات المتحدة مؤخرًا وقف عملياتها ضد الحوثيين، عقب تفاهم مؤقت بعدم استهداف السفن الأمريكية، إلا أن واشنطن لا تزال تعتبر تأمين هذا الممر الحيوي أولوية قصوى تتطلب تعاونًا خليجيًا ودوليًا.

عبدالرحمن الفهد

عبد الرحمن الفهد، محرر في موقع "ميدان الأخبار" لدي خبرة لعدة سنوات في مجال الصحافة والإعلام، وتركز اهتماماتي على تقديم أخبار دقيقة في مجالات الثقافة والتكنولوجيا والرياضة. أسعى دائماً لتقديم محتوى متميز يلبي اهتمامات قراء الموقع, الايميل: [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى