الاقتصاد

عبد الغني الحايس يكتب: قمة الأمنيات «قمة بغداد 34»

تابعت قمة بغداد الرابعة والثلاثين اليوم، والتي جاءت تحت شعار حوار وتضامن وتنمية، وكنت مترقب سماع كلمات القادة العرب، بحرص شديد، فالقمة تعقد في وقت شديد الحساسية، ووسط وضع خطير وملتهب بالمنطقة، واحداث متسارعة في المحيط العربي.

وتمنيت بأن تسفر القمة عن تحرك إيجابي لإصلاح البيت العربي أولا، ولكنني صعقت بغياب غالبية القادة العرب، وحضور خمسة فقط من القادة، برغم التمثيل الكامل لكل الدول العربية عن طريق ممثلين لها.

ولا أدري سبب الغياب، هل علموا ان اجتماعهم هو استعراض للكلمات والمواقف، ام شعور بتأنيب الضمير لما يدور في بعض البلدان العربية من أحداث مؤسفة، واحتراب داخلي، وتنازعات طائفية، وصراعات سياسية، او تدخلات خارجية في شؤن البعض، واعتداء علي سيادة البعض الاخر.

فالوضع في لبنان وسوريا واليمن وفلسطين والصومال وليبيا والسودان، علي سبيل المثال مقلق وخطير.

او كما قال الرئيس السيسي في كلمته التي جاءت تحمل كثير من الاماني والأمنيات ، وتميزت بالصراحة المطلقة، وتوضيح وتعزيز للموقف المصري المنضبط والثابت، تجاه القضية الفلسطينية، فمصر كثفت جهودها السياسية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وفي وقف اطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك دورها في الوساطة وعرض رؤيتها في قمة فلسطين بالقاهرة في خطة إعادة الاعمار دون فرض التهجير، وضرورة الوصول الي حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية.

وفي كلمته ارسل رسالة الي القادة العرب التي تسعي الي التطبيع مع الكيان الصهيوني، ان موقف مصر واضح بانه لا سلام بالمنطقة بدون إقامة الدولة الفلسطينية.

ويجب ان نأخذ في الاعتبار ان مصر دولة مواجهة صريحة مع إسرائيل، ورغم ذلك موقفها ثابت لا يحيد، كان نص الكلمة للرئيس السيسي شامل وموجز، فقد أوضح في كلمته معاناة الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر وحتي الان، كما استعرض التحديات والصعوبات التي تواجه المنطقة وبعض البلدان العربية.

اقرأ أيضًا:  حملة مكبرة على المحال المخالفة لإزالة الإشغالات والتعديات بشوارع وسط القاهرة والزمالك| صور

وأوضح ضرورة توافر الإرادة السياسية للقادة العرب لإعلاء مصلحة الامة فوق كل اعتبار، وان يعمل القادة يدا بيد، وان يكونوا علي قلب رجل واحد، وان يقفوا صفا واحدا لمواجهة كل الاخطار، وان يجعلوا من وحدتهم العربية قوة، وان تكون تلك القمة خطوة فاصلة نحو مستقبل مشرق للامة العربية.

كما جاءت أبرز التصريحات في الكلمات كالتالي:

ضرورة وقف اطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات، وبدأ خطة إعادة الاعمار فور وقف اطلاق النار، وعدم السماح بالتهجير، والسعي الي حل شامل للقضية الفلسطينية، بحل الدولتين، والاعتزاف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحق عودة اللاجئين طبقا للشرعية الدولية.

الضغط علي إسرائيل لوقف مذابحها في قطاع غزة، والضفة الغربية، وادانه عدم محاسبتها علي انتهاكاتها المستمرة في فلسطين وسوريا ولبنان، وادانه بناء المستوطنات.

وقف الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وانسحاب إسرائيل من الجنوب، وتمكين الجيش اللبناني من القيام بواجباته، وحماية اراضيه أمام أي اعتداء.

التأكيد علي وحدة الشعب اليمني، وعودة الاستقرار لربوعه، والعمل علي عودة الملاحة الي طبيعتها، بمنع استهداف السفن، ووقف تهديد الملاحة بالحر الأحمر.

الحفاظ علي وحدة السودان، وحقن دماء شعبه، والعمل علي وحدة الشعب السوداني، ووقف الحرب فورا، والتي زادت من معاناه الشعب السوداني.

وضع حل شامل في ليبيا، لتعزيز الاستقرار وعلاج الانقسام الداخلي، ووقف نزيف الإقتتال الداخلي.

استثمار رفع العقوبات عن سوريا، بعودة الاستقرار، ومساندة الشعب السوري لاستعادة مكانته، والمحافظة علي وحدة وسلامة أراضية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية علي سوريا.

فقد تركزت كلمات معظم القادة العرب في هذا الاطار، انما جاءت كلمة الرئيس الفلسطيني مختلفة، وجريئة، فقد طالب أبو مازن بوقف دائم للحرب، وهدنة شاملة، مع وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وتسليم الرهائن الإسرائيلية، وتمكين الدولة الفلسطينية من تولي مسئولياتها في قطاع غزة، وتخلي حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة عن سلاحها، وعقد مؤتمر في القاهرة لإعاده الاعمار، وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، والاستمرار في اصلاح مؤسسات الدولة الفلسطينية والاستعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية.

اقرأ أيضًا:  إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق فى الهرم

انتهت كلمات وأمنيات القادة العرب التي حضرت القمة، وصد البيان الختامي للقمة، وابرز ما ركز عليه :

الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، وضرورة توحيد الجهود لتحقيق مصالح الشعوب العربية

دعم الخطة العربية الإسلامية بشأن إعادة اعمار غزة.

وضرورة ادخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

ادانة الاعتداءت الصهيونية علي سوريا.

إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان

التأكيد علي مركزية القضية الفلسطينية وضرورة وقف فوري للنار بغزه.

وانشاء صندوق لإعاده الاعمار، وكذلك أوضح البيان الختامي التطورات في سوريا ولبنان وسوريا والصومال وجزر الامارات ومنطقه خاليه من الأسلحة النووية.

كل مداخلات القادة العرب كانت قيمة ، وكذلك البيان الختامي عن القمة العربية غاية في الروعة، ولكن يتبقي ألية التنفيذ، برغم الاقتراح بتشكيل هيئة مكتب لمتابعه تنفيذ تلك التوصيات التي اسفرت عنها القمة، كذلك ما اسفرت عنه القمة الخامسة التنموية و الاقتصادية والاجتماعية، والتي تنادي بضرورة التكامل العربي في كافة المجالات لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة بين الدول العربية، واطلاق عدة مبادرات لتنشيط العمل العربي، لتصب في خدمة الشعوب العربية كلها .

اتمني كما أوضح الرئيس السيسي، ان يقف العرب صفا واحد، وان يحدث تكامل كامل في كافة المجالات، وان يكونوا علي قلب رجل واحد لمواجهه كل التحديات، وان يعلوا مصلحة الأمة العربية فوق كل اعتبار، وان يكون لديهم الإرادة السياسية لتفيذ كل تلك المخرجات، لان هذا الطريق هو الوحيد لوحدة العرب .

فهل يستطيع العرب علي معالجه كل أوجه القصور، وتخطي كل العقبات، لنعود الي مجد الامة العربية القوية الناهضة؟

كل الجراح العربية أعلنت علي الطاولة، يبقي فقط العلاج، فهل نستطيع تناول العلاج المر، وتحمل مرارته، من اجل شفاء الجسد العربي المريض، لنعود كسابق عهدنا، امة ناهضة، قوية .

اقرأ أيضًا:  الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر تنظم حفل إفطار رمضانى بحضور أئمة الأزهر والأوقاف

ان غدا لناظره لقريب.

 

. .9j9d

مادح مخلف

مادح مخلف، محرر في موقع "ميدان الأخبار" لدي خبرة لعدة سنوات في مجال الصحافة والإعلام، خاصة أخبار التعليم والرياضيةـ، كما أسعى دائماً لتقديم محتوى متميز يلبي اهتمامات قراء الموقع, الايميل: [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى