
هبة سبور_عمرو البوطيبي
من يتابع تحركات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في الآونة الأخيرة، وتحديدًا منذ تثبيت باتريس موتسيبي على رأس الكاف، يدرك أن “الحياد” لم يعد من المبادئ الراسخة داخل دهاليز القرار الإفريقي، والضحية المتكررة؟ الكرة المغربية.
خلال شهر واحد فقط، توالت التعديلات والقرارات الغريبة التي مست بشكل مباشر المنتخبات الوطنية والأندية المغربية.
من تغيير توقيت ومكان نهائي الفتيان في المحمدية، إلى نقل نهائي الأشبال من ملعب إلى آخر في مصر، وصولًا إلى العبث بموعد ومكان نهائي الكونفدرالية بين نهضة بركان وسيمبا… والمشترك في كل هذا؟ “المغرب”.
قد يقول البعض إنها “قرارات تنظيمية”، أو “ظروف تقنية”، أو حتى “إجراءات سيادية”، لكن لا أحد يصدق أن ثلاث قرارات بهذه الحساسية، كلها تصب في خانة واحدة، جاءت بمحض الصدفة أو بدون نية مبيتة.
بل يبدو أن موتسيبي، أو من يدير القرار خلف الكواليس، يريد أن يُعيد ترتيب ميزان القوى الإفريقي، ولو على حساب من التزم بالقوانين وقدم النموذج.
لم يعد خافيًا أن “الكاف” في صيغتها الجديدة لم تهضم بعد صعود الكرة المغربية على كافة الأصعدة: منتخبات توجت أو نافست، أندية تحسم الألقاب القارية، تنظيمات تزداد احترافية، وملاعب تليق بالقارة.
ومقابل ذلك، هناك دول نافذة تُزعجها هذه الديناميكية، وتسعى بكل الطرق لفرملة هذا الصعود، ولو بأوراق لجنة تنظيم، أو توقيع إداري في الكواليس.
الرسالة واضحة: المغرب مُستهدف، لا فقط في الميدان بل حتى خارجه. ومثلما دافعت الفرق والمنتخبات عن ألوانها بعرق وجهد، حان الوقت للدفاع عن حقها داخل مؤسسات القرار، وفرض الاحترام لا استجدائه.
فالكاف ليست ملكًا لموتسيبي… ولا لأي جهة تضغط في الخفاء. هي مؤسسة قارية، وإن فقدت توازنها اليوم، فالمغرب قادر – كما فعل مرارًا – أن يعيد لها بوصلتها. لكن ذلك لن يتحقق بالصمت، بل بالمواقف الحازمة، والتحركات الفعالة.
“المفاجآت” قد تتواصل، نعم… لكن رد الفعل المغربي يجب أن يكون المفاجأة الحقيقية القادمة