
الأحد 16/فبراير/2025 – 03:27 م
كشفت دار الإفتاء، كيفية طهارة رائد الفضاء وصلاته، حيث تلقت الدار سؤالًا جاء نصه كالتالي: كيف يتطهر رائد الفضاء وهو في الفضاء الخارجي، حتى يمكنه أداء الصلاة؟.
دار الإفتاء توضح كيفية طهارة رائد الفضاء وصلاته
وأوضحت دار الإفتاء، في فتوى لها عبر موقعها الرسمي، أن تطهر رائد الفضاء يختلف باختلاف حاله، فإن قدر على استعمال الماء بأن كان واجدًا له فائضًا عن حاجته قادرًا على وضع قطرات الماء على أعضاء الوضوء أو الاغتسال بحيث تغمرها؛ لزمه التطهُّر به بإمراره على الأعضاء، وإن عجز عن استعمال الماء لاحتياجه إليه، أو كان فائضًا عن حاجته لكن تعذر غمر الأعضاء بقطرات الماء وجريانه عليها لزمه التيمم، بضرب باطن كفيه ضربتين على أي شيء وجد معه من جنس الأرض ما تيسر له؛ كالتراب الطاهر أو الحجر أو غيرهما، ويمسح بالضربة الأولى وجهه، وبالثانية: يديه إلى المرفقين، وإن تعذر عليه كل ذلك صلى بحسب حاله دون تطهر، وصلاته صحيحة، ولا تلزمه إعادتها.
وقالت دار الإفتاء، إن من إبداع الله تعالى أن جعل لكل عالَم من العوالم نُظُمَه وقوانينه التي تختص به وتختلف عن غيره، حيث افتتح القرآن الكريم أولى آياته بقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ليؤكد أن هناك عوالم أخرى غير ذلك العالَم الأرضي الذي نعيش فيه، ومن إبداع الله تعالى في خلقه أن جعل لكل عالَم من هذه العوالم نُظُمَه وقوانينه التي تختص به وتختلف عن غيره، بحيث لا يسع مخلوقات عالم العيش في عالَم آخر غير ما خُلقت له إلا بالتجهُّز له بما يناسب ظروفه البيئية والمناخية، ومن هذه العوالم التي كشف العلم عن بعض نظمها وقوانين جريانها، وتمكن الإنسان من التجهز للعيش بها ولو لفترات قصيرة عالَم الفضاء.
وأوضحت أن عالم الفضاء يبدأ حيث ينتهي الفضاء الجوي لسماء الأرض بمسافة تزيد في ارتفاعها عن 100 كيلو متر عن سطح البحر والذي اختار المتخصصون أن يكون حده وبدايته خط «كارمان» من الغلاف الجوي؛ حيث تتغير عنده القوانين الفيزيائية، بحيث كلما ازداد الإنسان في الارتفاع عنه قلت الجاذبية وانعدم الأكسجين وصعب عليه التنفس دون أن يكون معه مضخات كافية لإنتاج الأكسجين، كما يختل تقدير الوقت وتتفاوت العلامات الدالة عليه، ويظل الإنسان في حالة من عدم الاتزان والسقوط الدائم حول كوكب الأرض مما يجعله يدور حولها، حتى إنه يكمل دورة كاملة كل 90 دقيقة تقريبًا.
وقد تمكن الإنسان بما حباه الله تعالى من العقل والعلم من إعداد مركبة تسير وتسبح في الفضاء، وهي محطة الفضاء الدولية، وقد زودت بكل ما يمكن الإنسان من العيش داخلها -من مضخات الأكسجين وأجهزة التحكم في ضغط الجو، وما يحتاج إليه من الطعام والشراب-، بيد أنه يراعى في تناوله للطعام والمياه الظروف المناخية والفيزيائية المحيطة به، فيلتزمون بأنواع معينة من الطعام المجفف الذي لا يلزم من تناوله تفتت جزيئاته وتناثرها في الجو، وكذلك يراعى أن كثافة المياه في الفضاء لا تزيد عن كثافة الهواء كما هو الحال في كوكب الأرض، فالمياه هناك عند إطلاقها لا تسقط ولا تجري للأسفل، بل تتطاير وتتناثر في الجو كفقاعات في الهواء، فيتناولها عن طريق أقماع مخصصة بها أنبوب تسري منها المياه إليه دون أن يخالط الهواء، كما أنه عند التنظيف يضع قطرات الماء على قطعة من القماش «فوطة» ويمسح بها على أعضائه، حتى لا تتناثر في جو المركبة فتحدث ضررًا بالمركبة.
وأشارت إلى أن أما العيش خارج المركبة الفضائية يتطلب أن يكون مرتديًا بدلة فضائية واقية مزودة بوسائل الحماية من الظروف القاسية في الفضاء الخارجي، كالأكسجين وغيره من وسائل حماية جسده من الضغط الجوي، وانخفاض وارتفاع درجات الحرارة، والإشعاعات الضارة، كما أفاد ذلك المتخصصون في علوم الفضاء.