
يشارك الصندوق الكويتي للتنمية إلى جانب عدد من الجهات والمؤسسات الكويتية ضمن جناح دولة الكويت في معرض «إكسبو 2025» الذي افتتح صباح الأحد الماضي في مدينة أوساكا اليابانية رسمياً بمشاركة 158 دولة في حدثٍ عالميٍ تستمر فعالياته ستة أشهر، يهدف لإبراز الرؤى الوطنية والثقافات وتبادل الخبرات التي تسهم في تشكيل مستقبل أكثر استدامة وتعاوناً بين الشعوب.
وبمناسبة افتتاح جناح دولة الكويت في المعرض، صرح المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية وليد البحر، بأن مشاركة الصندوق في المعرض تؤكد للعالم التزام الكويت بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقال البحر: «تنتهج الكويت نهجاً راسخاً في مجال دعم وتنمية الدول النامية حول العالم، وتجسد هذا النهج منذ استقلالها عندما سارعت في إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية قبل أكثر من ستة عقود».
وأضاف: «أن الصندوق الكويتي للتنمية أول مؤسسة في الشرق الأوسط اضطلعت بدور فاعل في جهود التنمية الدولية، من خلال تمويله لمشاريع تنموية في الدول النامية ومحققاً لأهداف التنمية المستدامة، كما يشكل الصندوق الكويتي اليوم جسراً متيناً من الصداقة والتضامن بين الكويت والدول الشقيقة والصديقة».
وذكر أن مشاركة الصندوق الكويتي تهدف إلى إبراز الدور الحيوي الذي تؤديه الكويت في المجالين الإنمائي والإنساني على حدٍ سواء، «وتؤكد مشاركة الصندوق التزام الكويت تجاه تمويل المشاريع التنموية حول العالم، ما يعكس ايمانها بأهمية تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة».
ويقع جناح الكويت في معرض إكسبو أوساكا (2025) في منطقة (تمكين الحياة) حاملاً عنوان (منارة المستقبل)، إذ يتميز بتصميم مستوحى من البيئة البحرية والصحراوية والمناظر الطبيعية والحياة الفطرية في الكويت.
ويعبّر العنوان عن هوية الكويت الوطنية بمحتوى ثقافي يبرز التراث الكويتي الأصيل في انسجامٍ مع ملامح التقدم ليعكس صورة متكاملة عن دولة تجمع بين الأصالة وطموحات التنمية والتطور، كما يرمز العنوان إلى دور الكويت في إنارة الطريق نحو المستقبل مستندة إلى تراثها العريق وانفتاحها على التقدم والاستدامة.
في مجال آخر، أشاد البحر بعلاقات التعاون «التاريخية» مع مصر، والتي بدأت منذ عام 1964، عندما قدم الصندوق الكويتي أول قرض لمصر بقيمة 31.4 مليون دولار، للمساهمة في تمويل مشروع تطوير قناة السويس.
وقال البحر، في بيان صحافي أمس، إن تطور العلاقات بين الصندوق ومصر خلال السنوات الماضية يعد نموذجا متميزا للتعاون العربي في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أن الصندوق قدم لمصر نحو 54 قرضا بقيمة تصل إلى نحو 3.6 مليارات دولار، للمساهمة في تنمية عدة قطاعات حيوية، كالصحة والنقل والزراعة والكهرباء والبترول والمياه والصرف الصحي.
وذكر أن الصندوق ساهم في تمويل مجموعة من المشاريع الحيوية بمصر، أهمها مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر، الذي فاز الصندوق على أثره بجائزة عبداللطيف الحمد التنموية لأفضل مشروع تنموي في الوطن العربي، خلال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية التي عقدت في القاهرة عام 2024.
وأفاد البحر بأن الصندوق ساهم في عدة مشاريع بارزة، شملت محطة جنوب حلوان لتوليد الكهرباء، ومشروع توسيع شبكات الغاز الطبيعي في القاهرة والجيزة، ومشروع استصلاح 400 ألف فدان في شمال سيناء، ومشروع إنشاء خمس محطات لتحلية المياه في جنوب سيناء، إضافة إلى منحة فنية لتمويل دراسة إنشاء خط سكة حديدية تربط مصر بالسودان.
وأوضح أن مصر تعتبر من أكثر الدول التي استفادت والتزمت في سداد قروض الصندوق التنموية لمشاريعها، حيث بلغ إجمالي المبالغ التي سحبت من القروض المذكورة حتى الآن نحو 914 مليون دينار (نحو 2.9 مليار دولار)، سدد منها نحو 375 مليون دينار (نحو 1.2 مليار دولار)، ما يعادل 41 في المئة من إجمالي المبالغ المسحوبة.